أجمعت عدة مصادر مهتمة بملف المنطقة الشرقية على المخاوف من شن هجوم محتمل لتنظيم “داعش” على مخيم “الهول” ومحاولة السيطرة عليه بالتنسيق مع الخلايا النائمة في المنطقة.
وتؤكد الكثير من الأطراف على أهمية حل أزمة مخيم الهول، في ظل تصاعد العمليات الأمنية التي تستهدف عناصر “قسد”.
وحذّر ناشطون من أبناء المنطقة من سعي التنظيم للسيطرة على مخيم “الهول” الذي تقطن في أجزاء منه أسر مقاتليه.
ومطلع العام الجاري شن تنظيم “داعش” هجوماً هو الأضخم على “سجن الصناعة” في حي “غويران” داخل مدينة الحسكة، والذي استمر لعدة أيام أسفر عن فرار عدد من المعتقلين من عناصر “داعش” خارج السجن.
وكانت مصادر مطلعة ومن بينهم المتحدث باسم مجلس القبائل والعشائر السورية “مضر الأسعد”، والذي أعرب في تصريح لمنصة SY24، عن توقعاته بهجوم جديد محتمل للتنظيم على سجن آخر يؤوي عناصر “داعش” ويخضع لسيطرة “قسد”.
في حين تتوجه الأنظار جميعها إلى مخيم “الهول”، وسط المخاوف من عملية أمنية كبيرة يُجهز لها “داعش” وخلاياه النائمة، رداً على اعتقال عدد من قياديه ونسائه، في العملية الأخيرة للتحالف الدولي و”قسد” في المخيم.
وحذّر “شارلز ليستر” وهو مدير قسم مكافحة الإرهاب بمعهد الشرق الأوسط، بحسب ما رصدت منصة SY24، من أن المرافق الخاضعة لسيطرة “قسد” وبخاصة السجون التي تحتجز فيها عناصر من “داعش” إضافة لمرافق أخرى، هي عرضة للهجوم في أي وقت من قبل التنظيم وخلاياه.
وأضاف “اليوم، نحن نواجه لحظة حاسمة مماثلة، حيث يسعى التحالف العالمي إلى تحويل النصر التكتيكي (هزيمة داعش على الأرض) إلى انتصار استراتيجي، ولا يمكن تحقيق هذا التحدي من دون مشاركة الشرق الأوسط، إذ ما دامت أزمة مخيم الهول بقيت من دون حل، فلن يستفيد منها سوى تنظيم داعش”.
وفي هذا السياق، دعا مسؤول في “الإدارة الذاتية” التابعة لقوات “قسد”، الدول والمجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عملية لإنهاء ملف إغلاق مخيمات تتواجد فيها عائلات تنظيم “داعش”.
وأضاف أن “أي أمر يقتضي حل هذا الموضوع، نحن في الإدارة الذاتية جاهزون لإنهاء هذا الملف وتداعياته السلبية خاصة من الناحية الأيديولوجية المتوفرة الآن بشكل كبير”.
وأنذر قائلاً، إنه “إذا لم يتم حل هذه القضية في وقت قريب جداً ودعم الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية والتعاون معها في معالجة هذا الملف، نحن سنكون أمام عودة تنظيم داعش في وقت قريب، لا بد أن يكون هناك تعاون جدي في هذا الإطار”.
وبين الفترة والأخرى يحذر مراقبون من عودة “داعش” بنسخة جديدة، إذ قال “فواز المفلح” لمنصة SY24: “قد تعود داعش في أي لحظة إذا كان هناك ما يتطلب إظهارها من جديد للساحة، وقد تعود بمسمى جديد وفق أجندة جديدة، وقد تظهر بدعم إيراني، وقد تظهر بدعم روسي، وقد تظهر لمحاربة هؤلاء لتحقيق أجندات دول أخرى”.
وقبل نحو عامين من الآن، حذرت فرنسا من عودة تنظيم”داعش” إلى سوريا والعراق، لافتة إلى وجود إشارات مقلقة حول ذلك.