باشرت منظمة الهلال الأحمر بتوزيع الحصص الإغاثية المخصصة لنازحي مخيم الهول شرقي سوريا، وذلك بعد توقف دام أكثر من 3 أشهر عانى فيها قاطنو المخيم من نقص حاد في معظم السلع والمواد الغذائية، بعد انتهاء مخزونها منها وعدم قدرتهم على شرائها من السوق المحلية لسوء أوضاعهم الاقتصادية وغلاء ثمنها.
توقف منظمة الهلال الأحمر عن توزيع المساعدات جاء نتيجة خلافات نشبت بينها وبين إدارة المخيم وقيادة قوات الأمن الداخلي فيه، نتيجة طلبهم من المنظمة تخصيص حصص غذائية شهرية لموظفي المخيم وعناصر حراسته وتوزيعها عليهم بشكل دائم، بالإضافة إلى تخصيص عدد آخر من الحصص لإدارة المخيم، وهو ما رفضته المنظمة، مبررة ذلك بأن “عدد الحصص الموجودة في مستودعاتها لا تكفي”.
الخلافات بين منظمة الهلال الأحمر وإدارة المخيم أثرت بشكل مباشر على توزيع المساعدات الغذائية والصحية على النازحين، الأمر الذي دفع عدد كبير منهم إلى الاستدانة من أصحاب المحال التجارية أو بيع بعض ممتلكاتهم الشخصية بهدف شراء الطعام والدواء وغيرها من المستلزمات التي كان من المفترض الحصول عليها عبر المساعدات الدورية.
وأكدت مصادر محلية من داخل المخيم، أن أكثر من 90 ٪ من سكان المخيم يعتمدون بشكل مباشر على المساعدات الغذائية التي تقدمها المنظمات العاملة في تأمين الطعام والشراب والدواء وغيرها من مستلزمات الحياة اليومية، ما تسبب توقفها بتدني مستوى معيشتهم وإصابة معظم أبنائهم بأمراض سوء التغذية وضعف النمو.
وقالت المصادر لمنصة SY24، إن معظم عائلات تنظيم داعش الأجانب، وخاصةً المنحدرين من أوروبا، يعيشون حياة مختلفة جداً عن بقية أقرانهم من النازحين السوريين والعراقيين، وبالذات فيما يتعلق بالطعام والشراب وشراء بعض أدوات الطبخ والفواكه وبعض المستلزمات الشخصية غالية الثمن، وذلك لاعتمادهم على الحوالات المالية التي تصلهم من ذويهم بشكل دوري والتي تصل أحياناً لأكثر من 1000 دولار.
فيما يشهد مخيم الهول للنازحين ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار جميع المواد والسلع الغذائية والتجارية عقب تشديد إدارة المخيم الإجراءات الأمنية فيه، بعد ارتفاع وتيرة الهجمات المسلحة التي تشنها خلايا تنظيم داعش داخله، واستهدافها قوات “الأسايش” والموظفين العاملين في المنظمات الإغاثية وأيضاً قاطني المخيم من المعارضين لأفكارهم أو المتهمين بالتعاون مع “قسد”.
في الوقت الذي تستمر فيه “قوات سوريا الديمقراطية” بالتعاون مع التحالف الدولي في محاربة خلايا تنظيم داعش المنتشرة داخل المخيم وخارجه، عبر إطلاق عدة حملات أمنية كان آخرها عملية “الأمن والإنسانية” التي استمرت قرابة شهر كامل وأسفرت عن اعتقال عدد كبير من عناصر تنظيم داعش بينهم نساء، ومصادرة كميات من الأسلحة والممنوعات كانت مخبأة داخل مستودعات سرية تم حفرها أسفل خيام النازحين.