أعلنت السلطات المحلية في مدينة الشدادي جنوب الحسكة عن مقتل أحد أعضاء “المجلس المدني” التابع لـ “الإدارة الذاتية” فيها، وذلك بعد أيام من تلقيه تهديدات من خلايا تنظيم داعش طالبته فيها بتقديم استقالته من منصبه والتوقف عن التعامل مع “قوات سوريا الديمقراطية”، ما تسبب بحالة من الخوف والهلع لدى بقية أعضاء المجلس.
مصادر محلية تحدثت عن قيام مجموعة ملثمة تستقل دراجة نارية بإطلاق النار بشكل مباشر على المدعو “عواد حسين بوزان” أمام مزرعته في قرية علوص بريف مدينة الشدادي الغربي، وذلك أثناء عودته إليها من عمله، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة تم نقله على إثرها إلى المشفى حيث فارق الحياة هناك.
وينحدر “بوزان” من ريف حلب الغربي ويشغل منصب عضو “مكتب الحماية الجوهرية” في المجلس المدني لمدينة الشدادي التابع لـ”الإدارة الذاتية”، الجهة المدينة التي تدير مناطق شمال شرق سوريا، والذي تعرض بدوره قبل عدة أيام إلى تفجير قنبلة يدوية ألقاها أشخاص مجهولون يعتقد أنهم تابعون لتنظيم داعش.
عمليات استهداف مكاتب ومؤسسات “الادارة الذاتية” من قبل تنظيم داعش ما تزال مستمرة في جميع مناطق سيطرتها، وذلك على الرغم من العمليات الأمنية التي أطلقتها “قسد” بالتعاون مع التحالف الدولي وخاصةً في محيط مدينة الشدادي، بهدف استئصال خلايا تنظيم داعش منها والتقليل من الهجمات المسلحة التي ينفذها ضد قواتها وموظفيها وضد المدنيين المعارضين لأفكارها.
وأعرب العاملون لدى “الإدارة الذاتية” في الشدادي عن تخوفهم من هذه العمليات التي تؤثر سلباً على أداء المؤسسات الخدمية في المنطقة، التي تعاني أصلاً من ضعف في الخدمات الأساسية المقدمة للأهالي، بالإضافة إلى قيام عدد منهم بتقديم إجازات مفتوحة لحين إلقاء القبض على خلايا تنظيم داعش التي تنشط في المنطقة وعودة الهدوء إليها.
من دورها، أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” بالتعاون مع قوات التحالف عن شن عدة عمليات أمنية ومداهمات استهدفت عدداً من قرى وبلدات ريف ديرالزور الشرقي والشمالي، قالت أنها استهدفت “أشخاص متهمين بالانتماء لتنظيم داعش وشن عمليات مسلحة ضد قواتهم في المنطقة”، وأسفرت هذه العمليات عن مقتل أحد المدنيين واعتقال عدة أشخاص من بينهم أحد عناصر تنظيم داعش السابقين والذي يعاني من إصابة جسدية سابقة تسبب بإعاقته.
فيما أعلن التنظيم وعبر معرفاته الرسمية عن قيامه بأسر أحد عناصر “مجلس ديرالزور العسكري” التابع ل”قسد” في مدينة البصيرة وقامت بإعدامه بالرصاص بعد التحقيق معه لعدة ساعات، الأمر الذي أثار حالة من الغضب لدى عائلته الذين طالبوا بضرورة ملاحقة مرتكبي هذه الجريمة وإلقاء القبض عليهم ومحاكمتهم بشكل فوري.
وتأتي هذه العمليات وسط حالة من الإنفلات الأمني تعيشها أغلب مدن وبلدات شمال شرق سوريا، مع تزايد عدد العمليات المسلحة التي يشنها تنظيم داعش وقيامه مؤخراً بتوزيع مناشير و قصاصات ورقية تحمل أسماء موظفين في “الإدارة الذاتية”، طالبتهم فيها بضرورة تقديم استقالتهم ضمن مدة معينة مهددةً الرافضين لأوامرها بالقتل.