سلّط حقوقي لبناني الضوء على المبنى “ج” داخل سجن رومية، لافتاً إلى أنه سجن “سيئ السمعة” ويجسد قمة انتهاكات حقوق الإنسان، حسب وصفه.
جاء ذلك عل لسان المحامي “محمد صبلوح”، الذي أوضح في حديثه لمنصة SY24، بأن هذا المبنى أو “السجن” يسمى بمبنى الخصوصية الأمنية، ويوضع فيه بين الفترة والأخرى سجناء من الجنسية السورية.
وأضاف أن هذا المبنى الذي انتظره السجناء بفارغ الصبر نتيجة الأخبار السارة التي وصلت إليهم بأن المتبرع ببنائه أوصى أن يكون مشابهاً للدول الأوروبية، من حيث الاهتمام بالسجين ومراعياً للاتفافيات الدولية، وتم افتتاحه في عهد وزير الداخلية الأسبق نهاد المشنوق.
وتابع أن “إدارة السجن وقيادة السجون في قوى الأمن الداخلي، فهمت المعايير بأسلوب معكوس وأطلقت عليه اسم مبنى الخصوصية الأمنية، وتعاملت مع السجناء بقسوة باعتبارهم مصدر خطر وبدأت باتخاذ العديد من الإجراءات”.
ومن بين هذه الإجراءات، أنه “لايستطيع السجناء أن يروا أشعة الشمس طوال حياتهم نتيجة لخطأ في البناء”، مشيرا إلى أن هذه الإشكالية لم تعالج منذ عهد المشنوق حتى تاريخه، علما ان مدير عام قوى الأمن الداخلي كان قد وعد بتسوية إشكالية الشمس خلال أسبوعين منذ سنوات لكن دون جدوى، حسب “صبلوح”.
وتحدث “صبلوح” عن الانتهاكات الأخرى الممارسة داخل هذا المبنى ومنها “تعرية السجناء ووضع كاميرات في كل غرف السجن بما فيها الحمام، حتى تم فضح هذا الانتهاك وتم إيقاف هذه المهزلة”.
ولفت إلى أن “كل من يعارض هذه التدابير الصارمة يعاقب بالنزول إلى الانفرادي، وهم عبارة عن 24 غريفة صغيرة لاتتجاوز المتر تحت الأرض، وهي غرفة انفرادية تشبه القبور”، مضيفاً أنه رأى فيها وبعد سماح وزارة الداخلية لهم بزيارة المبنى “24 شاباً منهارين عصبياً ونفسياً ومنهم آثار الدماء واضحة علبه حتى أحيلوا جميعا إلى المستشفيات “.
وأكد أنه “مازالت القساوة في التعامل والإجراءات المشددة في هذا السجن حتى تاريخه، علماً أن السجناء القابعين فيه معظمهم لايشكل أي خطورة بينما في سجون أخرى تجد الأكثر خطورة “.
وذكر “صبلوح” أنه “بين الفترة والأخرى يتم سوق معتقلين من الجنسية السورية إلى هذا المبنى، كما يتم فيه وضع المصابين بمرضى كورونا لعزله عن الآخرين مدة 15 يوماً”.
ومطلع العام الجاري، وصف “صبلوح” أوضاع المعتقلين السوريين في سجن “رومية” بـ “الكارثية”، داعيا المسؤولين اللبنانيين إلى النظر إلى حالهم وحال غيرهم من المعتقلين نظرة إنسانية.
وذكر “صبلوح” أن سجن “رومية” يؤوي نحو 400 معتقل سوري تقريباً، مشيراً إلى أن “مأساة هؤلاء المعتقلين مضاعفة لأنهم ليسوا لبنانين أولا، إضافة إلى أن معظم عائلاتهم غير قادرة على زيارتهم”.
وفي وقت سابق من العام 2020، كشفت مصادر حقوقية عن وفاة أحد المعتقلين السوريين في “سجن رومية” اللبناني، نتيجة الإهمال الصحي والظروف السيئة التي يمرون بها.