“بيت القطط” في إدلب.. أول محمية مخصصة للحيوانات في سوريا 

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

كأول جمعية تُعنى بالحيوانات ولاسيما القطط في سوريا، تأسست محمية “أرنستو” البيطرية، بدعم من سيدة إيطالية ومساعدة فريق تطوعي من الشبان في ريف حلب، لإيواء مئات القطط، أواخر عام 2016،  وبعد عام ونصف من تأسيسها انتقلت إلى إدلب، بسبب قصف قوات النظام للمنطقة وتعرض الحيوانات إلى خطر الموت والإصابة مجدداً. 

مراسلنا في إدلب زار المحمية والتقى مدير الجمعية، “محمد وطار” ليحدثنا عن الهدف منها، وعن وضعها الحالي، بعد أكثر من ست سنوات على تأسيسها، وكيفية العمل والإشراف على الحيوانات داخل المحمية، والخدمات التي تقدمها للحيوانات. 

يقول في حديثه إلينا “مثلما يوجد منظمات تعنى بالبشر، أردنا تأسيس جمعية تعنى بالحيوانات وهي الفئة الأكثر ضعفاً في زمن الحرب، بسبب عدم قدرتها على العلاج حال إصابتها”. 

فكان الهدف الأولي من وراء المحمية، حسب ما أخبرنا به “الوتار”، تأمين مكان مخصص للقطط، وإبعادها عن الأذى الكبير الذي تسبب به القصف، والقذائف، والشظايا، دون أن يتم إنقاذ هذه الحيوانات الصغيرة، وبالفعل سجلت حالات موت كثيرة، وبتر، وإصابات ليس فقط للقطط بل لحيوانات أخرى في المنطقة، والتي غالباً ما تبقى دون علاج، فكان الهدف من المحمية هو تخصيص مكان آمن لمعالجة القطط وإنقاذها، وبقائها داخله. 

يشرف على المحمية مجموعة من الشبان المتطوعين يبلغ عددهم 18 شخص، وتضم المحمية عدة أقسام، منها ماهو مخصص للقطط ذات الاحتياجات الخاصة، والتي تعرضت لحالات بتر أطراف بسبب القصف، ومنها ماهو مخصص للقطط الصغار، حيث يبلغ عدد القطط حالياً أكثر من ألفي قط، وعددهم بازدياد، تم جمعهم نتيجة تخلي أصحابهم عنهم بسبب النزوح والتهجير، أو نتيجة تعرضهم لإصابات حربية، مع مراعاة عدم جلب قطط من الشارع للحفاظ على التوازن البيئي للطبيعة. 

كما تضم المحمية عيادة بيطرية مخصصة لعلاج جميع أنواع الحيوانات بالمنطقة، كـ “الخيول، والمواشي، والكلاب”، وباقي أنواع الحيوانات، إضافة إلى القطط، ويتم تخديم أربعين حالة يومياً بالمجان، إضافة إلى إعطاء اللقاحات اللازمة إن وجدت، حسب ما أخبرنا به “وتار”. 

تظهر الصور الملتقطة بعدسة مراسلنا “رامي السيد” وجود أنواع كثيرة للقطط، ومنها ما يحمل ندبة حربية، أو بتر أحد أطرافه، ومنها ما يحظى بصحة جيدة، ويعيش في بيئة مناسبة، تمتد على مساحة حرة، أي دون وجود أقفاص إلا للحالات الخاصة، التي تحظى بعناية مشددة. 

حيث عملت المحمية على توفير الدواء لجميع القطط منذ سنوات، إضافة إلى العناية بطعامهم وغذائهم بشكل جيد، فيتم تقديم الأطعمة الجاهزة المخصصة لهم، وبعض الأطعمة المطبوخة. 

يعيش اليوم في إدلب حوالي ألفي قط في مكان آمن، نجوا من قصف قوات النظام، وينعمون بصحة جيدة نتيجة جهود الفريق والجمعية المؤسسة للمحمية، كخطوة لحماية الحيوانات في منطقة صنفت كواحدة من أخطر المناطق بسبب الحرب.

مقالات ذات صلة