تتسارع الأحداث الأمنية المتعلقة بالاقتتال الداخلي شمالي سوريا، وسط تجاهل للأوضاع الإنسانية والاقتصادية المتردية التي يمر بها المدنيون وخاصة من يقطن في مخيمات النزوح، بحسب مصادر محلية.
وفي المستجدات التي تابعتها منصة SY24، أطلقت أكثر من 1614 عائلة تقطن في أكثر من 17 مخيماً في محيط مناطق اعزاز وعفرين، مناشدات لتأمين خروجها من مناطقها بعد عودة الاشتباكات إلى مناطق ريف حلب الشمالي، حسب بيان صادر عن فريق “منسقو استجابة سوريا.
ووثق الفريق استهداف أكثر من أربع مخيمات في المنطقة نتيجة الاشتباكات الدائرة بين الفصائل العسكرية، مما تسبب بإصابات بين المدنيين بينهم نساء وأطفال.
وطالب الفريق كافة الجهات، العمل على إيقاف الاشتباكات بشكل فوري، والسماح للمدنيين بالخروج من المنطقة وتأمين طرق آمنة لهم، حسب البيان.
وذكرت مصادر محلية من أبناء المنطقة شمالي سوريا، بتجدد الاشتباكات والاقتتال بين هيئة تحرير الشام وبين الفيلق الثالث، وذلك على محور قرية “كفر جنة” بريف منطقة عفرين شرقي حلب.
وأشارت إلى أن الاشتباكات اندلعت منذ ساعات الصباح، وسط تبادل لإطلاق النار والقذائف بين الطرفين على أطراف مدينة “عفرين”، وتركزت عند جبل “ترندة” القريب من المدينة.
وتتزامن تلك المستجدات، مع خروج المئات من أبناء مدينة “أعزاز” بريف حلب، منذ مساء أمس الأحد، وصباح اليوم الإثنين، بمظاهرات ووقفات احتجاجية رافضة لدخول هيئة تحرير الشام إلى مناطقهم، حسب المصادر المحلية، والتي أشارت إلى امتداد المظاهرات إلى مدن الباب وجرابلس ومارع وأخترين وصوران ومناطق أُخرى.
وصباح اليوم، أقدم أبناء “أعزاز” على قطع الطرقات بالسواتر الترابية، للتعبير عن غضبهم ولمنع أي أرتال عسكرية تابعة لهيئة تحرير الشام من دخول المدينة، بالتزامن مع استنفار لقوات الفيلق الثالث في المدينة، وفق المصادر نفسها.
مصادر محلية أخرى تحدثت عن وقوع قتلى بين الطرفين بينهم قيادي في “الفيلق الثالث”، إضافة إلى أنباء تفيد باستنفار للهيئة عند المستشفيات داخل عفرين، نتيجة لوجود قتلى وجرحى من عناصرها بداخلها.
وحسب المصادر المحلية، فإن الاشتباكات جاءت بعد اتهامات متبادلة بين الطرفين حول نقض بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بينهما قبل يومين.
وسبق تلك التطورات التوصل إلى اتفاق مبدئي بين هيئة تحرير الشام والفيلق الثالث، الجمعة، والذي يتألف من 10 بنود لإنهاء “الاقتتال” بينهما، والذي كان من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ بعد الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم السبت.
وتنص بنود الاتفاق المبدئي على وقف إطلاق نار كامل، وإنهاء الخلاف الحاصل بين الطرفين، إطلاق سراح كافة الموقوفين في الأحداث الأخيرة، وعودة قوات “الفيلق الثالث” إلى مقراته وثكناته.
ونص الاتفاق كذلك على فك الاستنفار العسكري الحاصل من جانب هيئة تحرير الشام، وأن يتركز عمل الفيلق الثالث في المجال العسكري فقط، إضافة إلى بنود أخرى، آخرها استمرار عمليات التشاور وإصلاح المؤسسات المدنية في المرحلة المقبلة، حسب ما تداولته مصادر متطابقة.
كما سبق تلك الاشتباكات توتر أمني غير مسبوق شهدته مدينة “الباب” شرقي حلب، والتي كان عنوانه الأبرز جريمة اغتيال راح ضحيتها أحد النشطاء الإعلاميين البارزين في المدينة ويدعى “محمد أبو غنوم” مع زوجته وجنينها، بعد أن أقدم مسلحون مجهولون على استهدافه مساء الجمعة الماضي.