طالب سكان مناطق شمال شرق سوريا الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” بضرورة تأمين طريق الخرافي الواصل بين ديرالزور والحسكة، إثر ارتفاع معدل الهجمات المسلحة التي تنفذها خلايا مسلحة تابعة لتنظيم داعش، بالإضافة إلى ازدياد عدد عمليات السلب والسرقة تحت تهديد السلاح والتي تقف خلفها عصابات من قطاع الطرق التي تنشط على هذا الطريق منذ سنوات.
حيث تحول طريق الخرافي إلى مسرح لعمليات تنظيم داعش منذ سيطرة “قسد” على المنطقة، بسبب تموضعه على مساحات واسعة من الأراضي الصحراوية الخالية من القرى والبلدات على خلاف بقية الطرق، ما سهل على عناصر التنظيم شن هجمات مسلحة ضد الأرتال العسكرية التي تعبر من الطريق أو زرع عبوات ناسفة على جانبيه، موقعاً عدداً كبيراً من القتلى والجرحى خلال السنوات الخمس الماضية.
في الوقت الذي قام فيه عناصر داعش بنصب حواجز وهمية على طول الطريق وإيقاف السيارات المدنية وطلب الهويات الشخصية للأهالي، واختطاف موظفي “الإدارة الذاتية” والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية، ناهيك عن فرض عناصره إتاوات مالية على شاحنات نقل النفط التي تتنقل بين ريف دير الزور ومحافظة الحسكة وحرق أي شاحنة يرفض مالكوها دفع هذه الإتاوات.
مصادر محلية كشفت لمنصة SY24 أن أهمية طريق الخرافي بالنسبة لعناصر تنظيم داعش تأتي كونه الطريق الوحيد الذي يربط محافظة الحسكة بمدينة دير الزور والريف المحيط بها، بالإضافة لعدم وجود عدد كبير من القرى والبلدات على جانبية بخلاف بقية الطرق الموجودة في المنطقة، ما سهل ذلك من حركة خلاياه المسلحة وقيامهم بنصب الحواجز وتنفيذ الهجمات المسلحة والانسحاب من المنطقة دون خسائر تذكر.
المصادر ذاتها قالت إن الأسباب السابقة دفعت عدداً من العصابات وقطاع الطرق إلى تكثيف نشاطهم فيه وقيامهم بعدة عمليات سلب وسرقة تحت تهديد السلاح، استهدفت السيارات المدنية وشاحنات نقل النفط والبضائع بين الحسكة وديرالزور، ما اضطر بعض التجار إلى تشكيل قوافل تجارية يرافقها بعض الشباب المسلحين بهدف حماية هذه القوافل بالتنسيق مع حواجز “قسد” المنتشرة على طول الطريق.
“أبو سليمان”، من أبناء ريف ديرالزور الشرقي وأحد تجار المواد الغذائية، ذكر أن “طريق الخرافي أصبح من أكثر الطرق رعباً في شرق سوريا، بسبب انتشار كبير لعناصر تنظيم داعش فيه وأيضاً بعض العصابات المسلحة التي تعمل على إيقاف الشاحنات المدنية وسلبها أو فرض إتاوات مالية عليها، ناهيك عن التهديد المباشر التي تشكلها خلايا داعش وبالذات بالنسبة لموظفي المؤسسات المدنية التابعة للإدارة الذاتية أو موظفي المنظمات الدولية الإغاثية”، على حد قوله.
وفي حديث خاص لمنصة SY24 قال الشاب:” نضطر إلى المرور بهذا الطريق لأنه الوحيد الذي يربط الحسكة بريف ديرالزور وكونه يختصر المسافة التي تربط بينهما، وعلى الرغم من تواجد عدة حواجز عسكرية لقسد على طوله، إلا أن هذه الحواجز لا تقوم بتقديم أي مساعدة فورية في حال تعرض أحد الأشخاص لعملية سلب وخاصةً في الليل، لخوفهم من تعرضهم لكمين مسلح”.
وأضاف “طالبنا قسد في أكثر من مناسبة بإنارة الطريق و تكثيف الحواجز العسكرية فيه وتقصير المسافة بينها، مع قيامها بدوريات مستمرة على طوله ورفع أسوار أسمنتية على جانبيه لمنع تسلل خلايا داعش والعصابات المسلحة إليه، بهدف تأمين الطريق الذي أصبح يشكل خطراً على التجارة وتنقل المدنيين بين مدن شمال شرق سوريا”.
وفي السياق ذاته، تحدثت مصادر طبية عن وقوع عدد كبير من القتلى والإصابات جراء حوادث السير التي شهدها طريق الخرافي، وذلك بسبب التصدعات والكثبان الرملية التي تغطي معظم أجزائه وعدم قيام مؤسسات “الإدارة الذاتية” بصيانة الطريق أو إعادة تأهيله، وخاصةً في المنطقة الممتدة بين مدينة الشدادي بريف الحسكة وناحية الصور بريف ديرالزور الشمالي، ما اضطر بعض السائقين إلى تغيير مسارهم لتفادي وقوع حوادث سير.
والجدير بالذكر أن حكومة النظام افتتحت الطريق الدولي الواصل بين محافظة ديرالزور والحسكة، والذي يصل طوله إلى أكثر من 240 كم، تحت إشراف وتنفيذ شركة الخرافي الكويتية في عام 2010 وبطول 102 كم فقط، بسبب انسحاب الشركة من العقد بعد إجبارها على العمل مع شركات “ذو الهمة شاليش”، أحد أقارب رأس النظام بشار الأسد، وقيام “شاليش” بسرقة المواد المستخدمة في مد وتعبيد الطريق وصيانته، ما أدى إلى تشكل عدد كبير من الحفر والتصدعات على طوله تسببت بوقوع حوادث سير مروعة ذهب ضحيتها أكثر من 10 أشخاص خلال الشهرين الماضية.