أفادت عدة مصادر مهتمة بملف تنظيم “داعش” في سوريا، بأن التنظيم بدأ يتخفى بين المدنيين وعلى شكل رعاة أغنام، لافتة إلى أساليب جديدة تتبعها خلايا التنظيم لتمويل نفسها.
وحسب ما تابعت منصة SY24، فإن التنظيم وبعد خسارته لمناطق سيطرته التي كانت تغدق عليه الأموال من بيع النفط المسروق، بات يواجه بعض الأزمات في التمويل بعد هزيمته في سوريا والعراق.
ولفتت المصادر إلى أن هذه الأساليب تمت إلى حد كبير في محافظة دير الزور شرق سوريا، كما يقوم عبر خلاياه النائمة في المناطق المتاخمة للرقة وحلب وحماة بشن هجمات واسعة النطاق للنهب، حسب تعبيرها.
وذكرت أن “عناصر التنظيم المتخفين في هيئة رعاة الأغنام يبيعون ما تتم سرقته إما للسكان المحليين بأسواق الماشية، أو في المناطق الشمالية التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، وكذلك جنوبا في المناطق السورية الواقعة تحت سيطرة النظام، وأيضًا عبر الحدود مع العراق”.
وتحدثت المصادر عن اتباع خلايا التنظيم لأساليب جديدة لتمويل عملياتها “عبر احتجاز الرهائن وطلب الفدية، إضافة إلى ابتزاز أصحاب المصانع والمحال والشركات بفرض إتاوات وعقوبات قاسية على المخالفين”.
مصادر غربية مهتمة بمكافحة التطرف أشارت إلى أن “دخل التنظيم بات ضعيفًا، لا سيما بعد خسارته تجارة النفط، وبالتالي فإن الابتزاز والسرقة عملية سهلة ومربحة، حيث تخدم هذه الطريقة غرضًا آخر يتمثل بزيادة الفوضى ومن ثم ارتفاع أعداد النازحين داخليًّا ما يعني مزيدًا من المعابر غير الرسمية، فهو بحاجة ماسة الآن لإمداد خلاياه والدفع للمهربين، الأمر الذي يسهل على الدواعش التخفي والتسلل بين الغرباء”.
وحذّرت من أن “حالة عدم الاستقرار في المنطقة عامل رئيسي في عودة ظهور داعش، حيث ينمي الاقتصاد المتهاوي تجارة السوق السوداء، فالتنظيم كان يجني ملايين الدولارات من النفط وأغلب التمويل حاليًا إقليميًا أو محليًا، وهذه الأموال تستخدم الأموال في دفع رواتب عناصر داعش والمهربين، وشراء البضائع وأحيانًا السلاح”.
مصادر أخرى بيّنت أن “التنظيم يستخدم وسائل عديدة لنهب المال من المتاجر عبر العنف أو التهديد بالقتل، فعناصره تستهدف المواطنين الذين لهم علاقات مع قوات قسد ومؤسساتها، ويمارس تلك الأساليب بشكل واسع في الريف الشرقي لدير الزور، ومن يرفضون دفع الأموال يواجه عقابًا قاسيًا بتفجير متاجرهم أو سياراتهم وحتى بيوتهم”.
وقبل أيام وحسب ما نشرت منصة SY24، استهدفت خلايا تتبع لـ “داعش” منزلاً لأحد مستثمري الآبار النفطية ببلدة “ذيبان” شرقي دير الزور.
وأشارت مصادر محلية إلى أن الشخص المستهدف يدعى “غنام عبود الجدي” وهو أحد متعهدي آبار النفط مع “قسد”، وأن محاولة استهدافه جاءت بعد تلقيه تهديدات بوجوب دفع “الزكاة” للتنظيم، أو التعرض له ولعائلته.
والجمعة الماضية، أعلنت السلطات المحلية في مدينة الشدادي جنوب الحسكة عن مقتل أحد أعضاء “المجلس المدني” التابع لـ “الإدارة الذاتية” فيها، وذلك بعد أيام من تلقيه تهديدات من خلايا تنظيم “داعش”.
ووسط كل تلك الأحداث، أفاد مراقبون حسب ما نشرت منصة SY24، بأن ذلك “يعزز المخاوف من أن التنظيم يعيد بناء صفوفه بعد سنوات من هزيمته العسكرية في آخر معاقله السورية في الباغوز بريف دير الزور عام 2019″.
وبين الفترة والأخرى يحذر مراقبون من عودة “داعش” بنسخة جديدة، إذ قال “فواز المفلح” لمنصة SY24: “قد تعود داعش في أي لحظة إذا كان هناك ما يتطلب إظهارها من جديد للساحة، وقد تعود بمسمى جديد وفق أجندة جديدة، وقد تظهر بدعم إيراني، وقد تظهر بدعم روسي، وقد تظهر لمحاربة هؤلاء لتحقيق أجندات دول أخرى”.