في وقت تعاني فيه مناطق سيطرة النظام من أزمات اقتصادية ومعيشية تتفاقم يوماً بعد يوم، بدأ تجار الأزمات وأقارب المتنفذين بضخ الأموال في مشاريع عقارية ضخمة.
وفي هذا الصدد بدأ أحد الموالين للنظام ويدعى “أيمن شحادة” وهو قريب أحد أعضاء ما يسمى “مجلس الشعب” التابع للنظام، وحسب ما رصدت منصة SY24، بالترويج لمشاريع سكنية هي الأضخم في مدينة اللاذقية الساحلية.
ولم يكتف المدعو “شحادة” بنشر الأخبار المتعلقة بهذه المشاريع العقارية التي أطلق على أحدها اسم “قصر كريستال بالاس”، بل بدأ بنشر مقاطع فيديو عن مواصفات تلك المشاريع وتفاصيل كل شقة سكنية معروضة للبيع فيها.
وأبدى مراقبون استغرابهم من الترويج لهذه المنازل الفاخرة والتي سيكون سعرها يفوق قدرة أي قاطن في مناطق النظام على شرائها، مؤكدين في الوقت ذاته أنه من غير المنطقي أن يكون المسؤول عن هذا المشروع شخص أو تاجر أو مستثمر عادي.
وكان اللافت للانتباه وما يؤكد صحة ما جاء به المراقبون حول ضلوع متنفذين و”حيتان اقتصاد” بالترويج لهذا المشروع، المباركة التي تقدم بها صاحب المشروع لأحد أعضاء مجلس محافظة مدينة اللاذقية المدعو “حسام شحادة”، والذي تبين أنه ابن عم مالك المشروع العقاري.
يشار إلى أن مدينة اللاذقية تحوي العديد من الميليشيات الموالية لقوات النظام، ولا يستطيع أحد محاسبتها، على أعمالها غير المشروعة والتشبيح على الأهالي من سرقة لأموالهم وممتلكاتهم دون التجرؤ على تقديم الشكوى في حقهم، حسب مصادر خاصة لمنصة SY24.
ولوحظ في الآونة الأخيرة معاناة قاطني اللاذقية من تهميش خدمي متعمد من رأس النظام السوري، في حين يؤكد كثيرون من أبنائها أن المدينة تعاني من غياب الكهرباء وانقطاع المياه في كثير من مناطقها.
وأكد عدد ممن تابعت آراءهم وتعليقاتهم منصة SY24، أنه يجب أن يُطلق على اللاذقية لقب “عروس الصحراء” أو “مدينة الظلام”، نظراً لساعات التقنين الطويلة والتي تتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة.
كما أن معظم مناطق سيطرة النظام باتت توصف بمناطق “الطوابير”، نظراً لجموع المدنيين الذين يقفون في طوابير طويلة على أبواب الأفران وصالات توزيع المواد التموينية، أو على أبواب محطات الوقود للحصول على مازوت أو بنزين أو حتى جرة غاز.
ودفع تردي الواقع الأمني بسكان الساحل السوري وخاصة من هم في اللاذقية للقول إن “سوريا تحولت لبلد الأشباح والخوف، ففي كل دقيقة هناك خبر عن مقتل أو اختفاء أحد الأشخاص وبظروف غامضة”.
ونهاية العام 2021 الماضي، أكدت مصادر مهتمة بنقل الواقع الخدمي من مناطق سيطرة النظام السوري، بشلل شبه تام تشهده أسواق المناطق الساحلية بسبب استمرار وتفاقم أزمة الكهرباء، في حين ألمح موالون إلى مسؤولية “أسماء الأسد” بالوقوف وراء هذه الأزمة لإجبار الناس على شراء “ألواح الطاقة الشمسية” كونها هي من تدير هذا الملف.