حمّلتها جنسيتها الروسية عاراً، لارتباط ذلك بجرائم العدوان الروسي على سوريا، الذي مازال قائماً حتى اليوم، هذا ما قالته الشابة “ديانا يونس” في حديث خاص إلى منصة SY24.
“ديانا” ابنة بلدة مضايا بالقلمون الغربي في ريف دمشق، ولدت لأب سوري وأم روسيّة في منطقة “لين غراد” في روسيا وهي الابنة الوحيدة لهذه الأسرة مع اثنين من أشقائها الذكور، توفيت والدتهم “سفتلانا فابريكوفا” منذ أعوام قليلة بعد معاناتها من مرض السرطان.
ناصرت السيدة الروسية الأصل الثورة السورية منذ أيامها الأولى، وكذلك فعلت “ديانا” فوقفتا معاً إلى جانب الشعب السوري ضد الظلم والاستبداد الذي مارسته القوات الروسية حليفة النظام السوري على المدنيين، وحرصت بسبب حبها لسوريا على الحصول على الجنسية السورية، لكنها لم تنال مطلبها وتوقيت دون أن تحقق هذه الرغبة.
أظهرت الصور الملتقطة بعدسة المراسل “أيهم البيوش” هوية الوالدة الأم، وطلب الجنسية السورية من النظام، وكذلك تمنت الشابة أن لا يحمل أطفالها الجنسية الروسية، لأنها أذاقتها ويلات الاعتقال ولم تشفع لها في زنازين النظام،وهي الآن أم لأربعة أطفال.
درست “ديانا” في كلية الفنون الجميلة، ثم انخرطت في الحراك الشعبي السلمي، والمظاهرات ضد نظام السوري، حيث كانت توثق المظاهرات والاعتداءات من قبل رجال أمن النظام، على المدنيين العزل، ما عرضها للاعتقال أكثر من مرة.
تقول لنا، واصفة تلك المرحلة من حياتها بأنها أبشع اللحظات التي مرت عليها منذ ولادتها بسبب الظلم التي تعرضت له خلال فترة اعتقالها، تكمل لنا قائلة إنه “تم اعتقالي من قبل النظام السوري، بسبب دعمي ومناصرتي للحراك الشعبي السلمي بداية الثورة، وهناك تعرضت لأقسى أنواع التعذيب الجسدي واللفظي والنفسي، وزاد من سخط النظام عليّ، الجنسية الروسية التي أحملها، ومازالت آثار التعذيب ترافقني إلى اليوم على هيئة آلام قوية في الظهر بسبب الضرب الذي تعرضت له”.
وبعد فترة، خرجت ديانا من السجن لأول مرة بوساطة روسية كونها تحمل الجنسية، ومن ثم تم اعتقالها بعد فترة قليلة لذات الأسباب، إلى أن انتهى بها المطاف في الشمال السوري، بعد حملة التهجير التي تعرض لها أهالي بلدة مضايا منذ ست سنوات مع آلاف العائلات الرافضة لحكم قوات النظام.
طال استبداد قوات النظام مئات الآلاف من المدنيين، بينهم النساء والأطفال، وكان لـ”ديانا” نصيب منها وزاد من حقدهم كونها تحمل الجنسية الروسية وكانت مناصرة للثورة السورية.