الفلتان الأمني يوقع مزيدا من القتلى شرقي سوريا

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

استهدفت مجموعة تابعة لتنظيم داعش كلاً من “أيمن عيدان الشاوي وعامر عواد الشاوي”، وذلك في مدينة البصيرة بريف ديرالزور الشرقي الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، ما أدى إلى مقتلهما على الفور، فيما تبنت معرفات التنظيم العملية، وقالت إنها جاءت بسبب “تعاون الضحايا مع استخبارات قسد”.

 

وفي السياق ذاته، هاجم مسلحون يستقلون دراجة نارية يعتقد أنهم تابعون لتنظيم داعش، رجل خمسيني بالقرب من الطريق العام وسط بلدة العزبة بريف ديرالزور الشرقي، الأمر الذي أسفر عن مقتله، حيث ذكر شهود عيان أن المهاجمين اتهموا الضحية بالعمل لصالح التحالف الدولي قبل قتله على مرأى ومسمع المارة.

 

إلى ذلك، قتل شخص وطفل لم يتجاوز 14 عاماً، وأصيب آخرون بجروح، بعد اندلاع اشتباكات مسلحة داخل بلدة “جديد عكيدات” في ريف ديرالزور الشرقي بين أبناء عمومة من عشيرة واحدة، وسط دعوات أهلية بضرورة تدخل وجهاء المنطقة لإيقاف القتال قبل سقوط المزيد من القتلى.

 

حيث ارتفع عدد القتلى جراء حالة الانفلات الأمني  في مناطق شمال شرق سوريا خلال الأسابيع الماضية بشكل ملحوظ، مع تزايد عدد العمليات المسلحة التي ينفذها تنظيم داعش ضد عناصر ومقرات وحواجز “قسد” العسكرية، بالإضافة إلى استهدافه المدنيين من موظفي مؤسسات “الإدارة الذاتية” والمنظمات الإغاثية، ناهيك عن عدد كبير من القتلى سقطوا بسبب الخلافات الشخصية والعشائرية في المنطقة.

 

مصادر محلية عزت أسباب هذه النزاعات الأهلية إلى انتشار السلاح بكميات كبيرة في أوساط الشباب واستخدامهم إياها في المشاجرات العادية التي تحدث فيما بينهم، الأمر الذي رفع معدل القتلى جراء المشاكل العائلية والأهلية البسيطة، وسط حالة من اللامبالاة لدى “قوات سوريا الديمقراطية”، التي ترفض التدخل لوقف الاشتباكات الأهالي التي تحدث في مناطق سيطرتها.

 

فيما ازداد نشاط تنظيم داعش خلال الأسابيع الماضية بشكل ملحوظ مع قيامه بشن هجمات شبه يومية على دوريات “قسد” وحواجزها، واستهدافه المدنيين المتعاونين معها أو الرافضين تنفيذ أوامره أو دفع الإتاوات المالية لصالحه، ما رفع عدد القتلى في المنطقة إلى معدلات غير مسبوقة.

 

“سليمان الأحمد”، شاب من مدينة “البصيرة” بريف ديرالزور الشرقي، ذكر أن “المنطقة باتت تغلي على صفيح ساخن، بسبب ارتفاع عدد قتلى الاقتتال العشائري وخاصة في قرى وبلدات ريف ديرالزور الشرقي التي تشهد توتراً غير مسبوق، وكل ذلك يعود لعدم وجود سلطة قادرة على محاسبة كل من يرتكب الجرائم بحق المدنيين”، على حد قوله.

 

وقال الشاب في حديث خاص مع منصة SY24، إن “المنطقة تشهد اشتباكات مسلحة بشكل شبه يومي، إن كانت بسبب هجمات خلايا تنظيم داعش على قوات قسد أو بسبب الاقتتال العشائري، ما خلف عدد كبير من القتلى غالبيتهم من المدنيين، مع اتخاذ قسد وضعية المتفرج خلال الاشتباكات”.

 

وأضاف أن “عدد كبير من وجهاء المنطقة أطلقوا عدداً من المبادرات لوقف هذه الاشتباكات وتغريم المسببين لها بمبالغ مالية ضخمة، ولكن هذه الدعوات باءت بالفشل لوجود أطراف ترفض الحل وتفضل استخدام السلاح في حل مشاكلها مع الآخرين، وبالذات المدمنين على المخدرات أو أصحاب السوابق”.

 

وتشهد أغلب المناطق الواقعة تحت سيطرة “قسد” في شمال شرق سوريا، حالة من الانفلات الأمني، مع ارتفاع معدلات الجريمة وازدياد عدد الضحايا المدنيين، نتيجة الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعاني منها الأهالي وارتفاع معدلات البطالة وانعدام فرص العمل الحقيقية مع انتشار واضح للمخدرات بين الشباب، ناهيك عن ازدياد عدد عمليات تنظيم داعش المسلحة في المنطقة.

 

فيما يتهم البعض بعض الخلايا المرتبطة بالنظام والميليشيات الإيرانية بالعمل على زعزعة استقرار المنطقة عبر إثارتها الفتنة داخل مكونات المجتمع الواحد، مستفيدة من حالة الاحتقان التي يعاني منها المواطنون تجاه “الإدارة الذاتية” والمؤسسات التابعة، لها نتيجة الظروف المعيشية الصعبة التي تعاني منها مناطقهم، وعدم قيام الأخيرة بتحسين أوضاعهم المعيشية وتوفير الخدمات الرئيسية لهم.

مقالات ذات صلة