شهدت الساعات الـ 24 الماضية استنفاراً أمنياً لقوات الأمن الداخلي “الأسايش” و”قوات سوريا الديمقراطية” داخل سجن الرقة المركزي وفي الأحياء السكنية المحيطة به، مع قيام هذه القوات بتنفيذ عدة مداهمات لعدد من المنازل وتفتيشها بشكل دقيق مع طلب هويات أصحابها والتحقيق معهم، بالإضافة إلى نشر حواجز عسكرية طيارة وثابتة في المنطقة.
عملية الاستنفار رافقها إطلاق قوات “قسد” لعدد من الطائرات المسيرة الصغيرة في محيط السجن المركزي في مدينة الرقة، والذي يؤوي عناصر من تنظيم داعش، مع قيامها بإغلاق معظم الطرق المؤدية إليه بخرسانات إسمنتية ومنع حركة السيارات بشكل كامل في محيطه، كما منعت إدخال شاحنات الخضار والطعام التي تدخل السجن بشكل يومي لإطعام السجناء.
وأكدت مصادر عسكرية، أن الإجراءات التي قامت بها خلال الساعات الماضية هي “إجراءات روتينية تهدف إلى رفع جاهزية عناصرها في السجن وتأمين محيطه بشكل أفضل، مع محاكاة لأي عملية مسلحة قد تستهدفه خلال الأيام القادمة”، مع نفيها وجود أي استعصاء سجناء التنظيم داخله.
مصادر خاصة تحدثت عن ورود معلومات لـ “قسد” عن استعدادات لعناصر من تنظيم داعش لشن هجمات مسلحة على السجن المركزي، الذي يقع بالقرب من جسر الصوامع شمال شرق مدينة الرقة، في سيناريو مشابه لما حدث في سجن الصناعة المركزي في مدينة الحسكة، ومحاولة خلايا من داعش اقتحامه وتخليص السجناء من عناصر التنظيم.
وقالت المصادر لمنصة SY24، إن عناصر حراسة السجن التابعة للأمن الداخلي قامت بتفتيش السجن بشكل شبه كامل، وبالذات تلك المهاجع التي تضم عناصر من داعش وقامت بمصادرة كميات من الممنوعات، مع تأكيدات على عدم عثورها على أي سلاح أو أي دليل يثبت وجود نية لعملية هروب أو استعصاء داخل السجن.
ويأتي هذا الاستنفار مع تزايد حدة العمليات المسلحة التي تنفذها خلايا تنظيم داعش داخل مدن وبلدات شمال شرقي سوريا، والتي تسببت بمقتل عدد من عناصر “قسد” خلال الأيام الماضية، بالإضافة إلى مقتل عدد من المدنيين الذين يتهمهم تنظيم داعش بالتعاون مع قوات التحالف الدولي أو مخالفة القوانين والتشريعات التي وضعها.
وكان سجن الصناعة الواقع داخل مدينة الحسكة، والذي يضم المئات من عناصر تنظيم داعش، قد تعرض لهجوم مباشر من مجموعات مسلحة تابعة له في محاولة منها تخليص السجناء، حيث اندلعت اشتباكات استمرت لعدة أيام قبل أن تتدخل قوات التحالف وتقصف الأحياء السكنية في محيط السجن، ما أسفر عن مقتل العشرات من عناصر داعش واعتقال آخرين، فيما استطاع بعض عناصره الهرب من السجن بعد أن كبدوا “قوات سوريا الديمقراطية” خسائر فادحة في الأرواح.
