تحدث سوريون عادوا إلى مناطقهم بعد سنوات من إعادة قوات النظام السيطرة عليها، عن تضاعف حجم الخراب والتدمير لبيوتهم وممتلكاتهم بسبب استمرار عمليات “التعفيش” (السرقة)، قياساً لما كان عليه الوضع خلال زياراتهم الأولى إليها بعد سيطرة النظام، أو مقارنة بلقطات مصورة وثقت محتوياتها.
ونقل موقع “العربي الجديد” عن نازح من منطقة الحجر الأسود جنوبي دمشق، إنه زار منزله للمرة الثانية بعد سنوات من سيطرة النظام، وفوجئ بتعرضه إلى خسائر إضافية، من خلال نزع كل الأبواب والنوافذ وتجهيزات المطبخ والحمام، وحتى أشرطة الكهرباء داخل الجدران ومواسير المياه.
وأضاف النازح أنه كان قد وثق بتسجيل مصور خلال زيارته الأولى قبل سنوات، خسائر في السقف وسرقة عفش المنزل، مشيراً إلى اختلاف كبير في حجم الدمار والخسائر الجديدة.
وقال نازح آخر من مخيم “اليرموك”، إن والده زار المخيم للمشاركة في دفن أحد أقاربه، وشاهد شاحنات كبيرة تخرج من المخيم محملة بكل شيء، بينما تنهمك ورش الهدم في استخراج حديد الأسقف والأعمدة، ويعمل أشخاص في فرز الحديد والبلاستيك، كما لاحظ اختفاء الكثير من شواهد القبور من مقبرة المخيم.
ومنتصف العام الماضي 2021، ذكر مصدر في المجموعة الحقوقية في تصريح لمنصة SY24، أنه منذ استعادت قوات النظام السوري السيطرة على مخيم “اليرموك” في 2018، فإن 93.2 % من المنازل تعرضت لعملية التعفيش “نهب الأثاث والأبواب، والشبابيك، والأسلاك الكهربائية، وغيرها.
وتسيطر حالة من القلق على سكان مخيم “اليرموك” جنوبي دمشق، وسط استمرار المخاوف من “العفيشة” واللصوص الذين يصولون ويجولون على مرأى من أجهزة أمن النظام والفصائل الفلسطينية.
ويُقدر عدد الأسر التي عادت إلى منازلها وممتلكاتها في مخيم اليرموك بنحو 800 عائلة حتى نهاية 2021، تتوزع في عدة أحياء أبرزها “حي الجاعونة – عين غزال- التقدم- حيفا- حي سبع السباعي”، حسب المجموعة الحقوقية المذكورة.