كسوة الشتاء خارج حسابات الأسر السورية.. والسبب!

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

أسعار ملتهبة، تشهدها أسواق الملابس في دمشق وريفها، تزامناً مع قدوم الشتاء، وسط إقبال ضعيف من الأهالي على الشراء، ولاسيما الموظفين وأصحاب الدخل المحدود، فارتفاع الأسعار، وضعف القدرة الشرائية لديهم، جعلت قسماً كبيراً منهم يتخلى عن فكرة شراء ملابس جديدة هذا العام، والبحث عن بدائل أخرى أقل تكلفة، مثل شراء الملابس من البالة،وإعادة تدوير الملابس القديمة في محلات الخياطة. 

مراسلنا في ريف دمشق، التقى عدداً من الأهالي في وكان أغلبهم من النازحين من قراهم الأصلية، يسكنون بالإيجار في الأرياف والضواحي، أكدوا أن مصاريف الحياة اليومية، وتأمين لقمة العيش وأجرة المنزل هي في قائمة أولوياتهم التي لا تتسع لأكثر من ذلك، وبات شراء الملابس من الأمور الثانوية التي تخلوا عنها، ليناسب مستوى دخلهم، وضعهم المعيشي. 

“لا كسوة ثياب جديدة هذا العام”، يقول الرجل الخمسيني “أبو محمد” مقيم في حي برزة بدمشق، أب لثلاثة أولاد، لا تكفيه أجرة عمله في أحد محلات تصليح السيارات بالمنطقة، ثمن طعام لعائلته ومصاريف المدارس، إذ أن أجرته الشهرية لاتتجاوز 500 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 100 دولار، وهي غير كافية لمصروف عائلة مكونة من خمسة أشخاص، حاله كحال مئات آلاف العائلات في مناطق سيطرة النظام. 

يخبرنا أن الأسعار لاتشهد ثباتاً أبداً، بل تختلف من يوم لآخر، حسب تصريف الليرة السورية مقابل الدولار، حتى بات جلّ همهم تأمين عبوة زيت، أو ربطة خبز، أو أسطوانة غاز اي ماهو ضروري جداً فقط، أما شراء الملابس والأحذية فهي خارج حساباته منذ زمن، بسبب تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي يعيشها الأهالي بشكل عام. 

جال مراسلنا في الأسواق، لرصد أسعار عدد من قطع ملابس الأطفال، إذ تراوح سعر “الجاكيت الولادي” بين 50 إلى 60 ألف ليرة، وثمن كنزة من الصوف  من الجودة المتوسطة، 30 _40 ألف ليرة، أما أسعار “البيجامات” فقد تراوحت بين 35 إلى 50 ألف ليرة، و بلغ سعر الحذاء من 35 إلى 65 حسب جودته، و”طاقية” الصوف للأطفال 7 آلاف، و”الجربات” 3 آلاف ليرة سورية، أي أن كسوة طفل واحد تبلغ 200 الف ليرة بأقل الأحوال وهو مبلغ يفوق أجرة عامل المياومة، والموظفين وذات الدخل المحدود. 

وبحسبة بسيطة أخبرنا “أبو محمد” أن كسوة أطفاله الثلاثة تتجاوز ضعف مدخوله الشهري، ولاسيما أن قيمة الديون المتراكمة عليه تزداد أيضاً بسبب عمله المتقطع الأشهر الماضية بسبب ركود الحركة في السوق.

يقول إن إحساسه بالقهر، وشعوره بالتقصير تجاه أطفاله يزداد يوما بعد يوم ، ولاسيما طلب منه طفله الصغير  شراء ملابس جديدة له هذا الشتاء بسبب اهتراء ملابسه القديمة، وعجز عن تلبية رغبته واكتفى بالصمت. 

يذكر أن الأمم المتحدة قدرت عدد السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر بأكثر من 90% من إجمالي عدد سكان البلاد، وأشارت إلى أن كثيراً منهم يضطر إلى اتخاذ خيارات صعبة للغاية لتغطية نفقاتهم، ولاسيما في مناطق سيطرة النظام التي تشهد ارتفاعاً كبيراً بالأسعار وتدني في مستوى الدخل. 

مقالات ذات صلة