تشهد منطقة “السيدة زينب” أكبر معاقل الميليشيات الإيرانية جنوبي دمشق، أزمة كهرباء خانقة، يعيشها المواطنين هناك، إذ لا يتعدى وجود الكهرباء ساعة واحدة خلال اليوم، بالوقت الذي تنعم به المقرات والمستودعات العسكرية التابعة للميليشيات، بكهرباء دائمة، إضافة إلى وجود “مولدات” كهربائية كبيرة للضرورة.
منصة SY24 من خلال شبكة مراسليها في المنطقة، رصدت الوضع عن كثب، عبر استطلاع رأي شمل عدداً من سكان المنطقة، الذين أكدوا أن الكهرباء هي إحدى أكبر الأزمات التي يواجهونها، حيث أن هناك مناطق يصل فيها التقنين الكهربائي إلى ساعة وصل واحدة في اليوم، وتكون بشكل متقطع، مقابل قطع التيار طيلة الوقت المتبقي، وهناك أماكن لا ترى الكهرباء أبداً.
يقول مراسلنا حسب شهادة الأهالي، إن “البلدية ضربت كل الشكاوى المقدمة إليها بخصوص الكهرباء، عرض الحائط، بسبب سيطرة ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني على المنطقة، وتحكمها بكافة مفاصلها، الأمر الذي أظهر عجز النظام ومؤسساته عن التدخل في شؤون المدينة.
وأضاف أن انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة، شل حركة الحياة اليومية للمواطنين، مع عجزهم عن تلبية احتياجاتهم، كتأمين ضخ المياه، والغسيل والإضاءة وإشعال باقي الأدوات الكهربائية المنزلية، وأثّر انقطاعها بشكل سلبي على الأسواق أيضاً، التي شهدت ركوداً وشللاً في الحركة الاقتصادية.
الوضع المزري الذي وصلت إليه المنطقة من سوء الخدمات، أثارت استياء وغضب القاطنين هناك، دون القدرة على الحديث بشكل مباشر للمعنيين عن الأمر، ما جعل وسائل التواصل الاجتماعي، أحد طرق التعبير عن تذمرهم، حيث نشرت إحدى صفحات الخاصة بمنطقة “السيدة زينب” عن المشكلات التي تواجه أهالي المنطقة، لتنحصر جميع الردود حول سوء وضع الكهرباء ومعاناتهم اليومية.
ليست أزمة الكهرباء الوحيدة التي تشهدها المنطقة، في ظل سيطرة المليشيات الإيرانية عليها، بل امتدت إلى شح المياه، وسوء الخدمات الصحيّة والطبية، والمشافي، وصولاً إلى تردي حال الطرقات العامة، بالوقت تسعى فيه ميليشيا “الحرس الثوري “إلى تأمين جميع الخدمات بأعلى مستوى إلى مقراتها العسكرية وأماكن تمركزها.
مراسلنا في المنطقة قال إن “الوضع بالمجمل ينحدر نحو الأسوء، إذ تعيش جميع بلدات ومناطق جنوبي دمشق، إهمال خدمياً كبيراً، من جميع النواحي، دون تحرك جاد من قبل المسؤولين عن تحسين الوضع الخدمي للمنطقة”.
وفي سياق متصل، تعاني بلدة “بيت سحم” من تراكم وانتشار النفايات والأوساخ في الطرقات العامة، والشوارع الفرعية والرئيسية، حيث أكد المراسل، أن انتشار القمامة بهذا الشكل أثر على صحة الأهالي والأطفال نتيجة انتشار الروائح الكريهة، وانتشار الحشرات والقوارض بكثرة بين الأحياء السكنية، التي تتأثر بسبب قرب حاويات القمامة من المنازل.
وأشارت مصادر محلية لمراسلنا، أن انتشار النفايات بهذا الشكل، وعدم ترحيلها من قبل البلدية، جعل عدداً من الأطفال يعبثون فيها لإخراج المواد البلاستيكية والنايلون، من خلال النبش المتكرر يومياً، وتركها متناثرة حول الرصيف والطرقات أمام المارة.
من الجدير بالذكر، أن الفساد الذي تعيشه المناطق في ظل سيطرة الميليشيات الإيرانية برعاية النظام السوري، استشرى كثيراً في السنوات الأخيرة، بسبب إهمال الوضع الخدمي للأهالي والتضييق عليهم، تزامناً مع أزمات الكهرباء وشح المياه، والمواصلات، وانقطاع الوقود، غيرها من الأزمات التي تشهدها المنطقة.