سلّطت جهات غربية وأممية على مسألة الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون في سوريا، وبخاصة على يد النظام السوري وداعميه.
جاء ذلك بمناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، والذي يصادف 2 تشرين الأول/أكتوبر من كل عام.
وقالت “نجاة رشدي” نائبة المبعوث الأممي إلى سوريا “غير بيدرسون” في بيان، اطلعت منصة SY24 على نسخة منه: “في اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، أضم صوتي لصوت الأمين العام وأدعو إلى إنهاء ثقافة الإفلات من العقاب السائدة، وتمكين الصحفيين من القيام بعملهم الأساسي”.
وأشارت إلى أن “العشرات من المراسلين يتعرضون للتهديد والسجن والقتل، لذا فإن سلامة الصحفيين أولوية في سوريا وعالمياً”.
من جهتها، ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية وحسب ما نشرت “سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في دمشق”، في بيان، إن “الصحفيين السوريين يتعرضون للرقابة والتهديد والقتل بسبب عملهم”.
وتابعت أنه “في اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، تقف الولايات المتحدة مع السوريين لتعزيز المساءلة عن الجرائم ضد الصحفيين، وتدعو إلى إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً”.
وقال ممثل الاتحاد الأوروبي في سوريا، “دان ستوينيسكو”، في بيان، إنه “في اليوم العالميّ لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضدّ الصحفيين، أدعو إلى إنهاء ثقافة الإفلات من العقاب، والجميعَ في أنحاء سوريا إلى القيام بالمزيد لتمكين الصحفيين من تأدية عملهم الهام من دون خوف”.
وزاد بالقول “لسوء الحظ، عانى عددٌ كبير جداً من الصحفيين تهديداتٍ وتعرّضوا للسجن وحتى القتل”.
وبيّن أن “حرّيّة التعبير وسلامة الصحفيين ضروريّان في سوريا”.
وحول ذلك قالت “إيمان ظريفة” ناشطة حقوقية وإعلامية لمنصة SY24، إن “الصحفي هو عين الحدث ومرتكز الحقيقة، وهو معرض دائماً للخطر في كل معانيه ، وبالتالي لا حصانة له ولا حماية ، في حين أن مجرمي الحرب يستهدفون كل ما هب ودب ويكممون الأفواه والحقيقة”.
وتابعت أنه “من حق الصحفي أن يمارس مهنته بحرية في النقل والتعبير، وأيضاً واجب على المجتمع الدولي أن يحميه من وسائل القتل، لأنه إن لم يقتلوه قد يقتلون كلمته ويمنعونه من إيصال الحقيقة”، مطالبة المجتمع الدولي والعالم بـ “حماية الصحافة والصحفيين في سوريا”.
الجدير ذكره، أنه في آذار/مارس الماضي، طالبت “رابطة الصحفيين السوريين”، المجتمع الدولي الاهتمام بمسألة عدم إفلات المجرمين من العقاب في الجرائم الواقعة ضد الصحفيين في سوريا.
من جهته، قال الحقوقي السوري “فهد القاضي” لمنصة SY24، إنه “كان يطلق على الصحافة فيما مضى مهنة المتاعب وذلك لكثرة الصعوبات التي قد تواجه الصحفيون في معرض قيامهم بواجبهم المتمثل في نقل الحقيقه إلى الرأي العام الشعبي، أما خلال العامين الماضيين فإنها أصبحت وبدون أدنى شك من أكثر المهن خطورة وذلك لكثرة الانتهاكات والجرائم الممنهجة التي أصبح الصحفيون هدفا لها، وذلك من أجل طمس الحقائق من قبل بعض الجهات التي لاتريد لتلك الحقائق أن تظهر للعالم”.
وأضاف نقلاً عن تقارير دولية، أنه “في سوريا التي تشهد ثوره على نظام الأسد منذ مطلع عام 2011 فقد أكدت تقارير لمنظمات حقوقيه مقتل 711 من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام منذ اندلاع الثورة من بينهم 52تحت التعذيب على يد عصابات الأسد”.
وتابع “أعتقد بأن كل القوانين الدوليه التي تدعوا إلى حماية الصحفيين والمدنيين أثناء النزاعات والصراعات الداخلية والخارجية يتم خرقها وعدم الالتزام بها واحترامها، وذلك بسبب غياب الوازع الأخلاقي والإنساني عن تلك الصراعات العدمية والتي غالبا ما
تغيب عنها الإنسانية، سيما أن عصابة الأسد تتخذ من القتل والإبادة الجماعية سياسة عامة لإسكات كل من ينتقدها ويعارضها”.
ووجد مؤشر لجنة حماية الصحفيين العالمي للإفلات من العقاب لعام 2022، في بيان، أن الغالبية العظمة من قتلة الصحفيين يواصلون الإفلات من العقاب، ففي حوالي 80% من جرائم قتل الصحفيين انتقاماً منهم على عملهم التي جرت في العالم في العقد الماضي، وبلغ عددها 263 جريمة، لم يواجه مرتكبو الجرائم أي عقوبة.
ولفتت اللجنة في بيانها، إلى أن الصومال تحتل أسوأ مرتبة على المؤشر للسنة الثامنة على التوالي، تليها كل من سوريا وجنوب السودان وأفغانستان والعراق، بالترتيب.