تداولت وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية، معلومات تفيد بأن إحدى الجهات الداعمة لمنظمة “شفق” الإنسانية العاملة في الشمال السوري، أوقفت الدعم المقدم لها، الأمر الذي سيجبر المنظمة على إيقاف جزء من مشاريعها في المنطقة، وتقليص خدماتها المقدمة للأهالي بمختلف القطاعات، إضافة إلى إيقاف عدد من العاملين نتيجة توقف رواتبهم الشهرية.
وفي التفاصيل التي تابعتها منصة SY24، ذكرت المصادر أن الوكالة الأمريكية للتنمية “USAID”، وهي واحدة من الجهات الداعمة لمنظمة “شفق” والمسؤولة عن إدارة المساعدات الخارجية الأمريكية المقدمة للمدنيين، قامت منذ أيام بإبلاغ الإدارة في المنظمة عن إيقاف الدعم المقدم لها.
منصة SY24 تواصلت مع “شفق” للوقوف على تفاصيل الخبر، حيث قالت إن “المنظمة مستمرة في عملها، والجهة التي أوقفت الدعم هي واحدة من عدة جهات داعمة للمنظمة”، رافضة إعطاء أي تصريح أو تفاصيل أكثر عن الموضوع في الوقت الحالي، لما قد يتسبب بأي ضرر، كون الأمر يتعلق بنمط عمل معين وإجراءات روتينية تتبعها المنظمات والجهات الداعمة في عملها حسب قولها.
ومنظمة “شفق” كما تعرف عن نفسها في صفحتها الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي، هي “منظمة مجتمع مدني غير ربحية مستقلة، تأسست رسمياً في تركيا عام 2013، بهدف تقديم الخدمات الإنسانية، للناس الأكثر ضعفاً بغض النظر عن الدين والعرق واللون والانتماءات السياسية، بغية إعادة النهوض بالمجتمع السوري على أسس من العدالة والمساواة والحرية”.
وقالت مصادر خاصة، إن منظمة “شفق” التي تقدم الخدمات لمئات آلاف المدنيين في شمال سوريا، ستجبر على تقليص عملها وإيقاف رواتب مئات العاملين في المنطقة، بسبب القرار الأخير لـ USAID.
وفي سياق متصل، أعرب ناشطون عن تضامنهم مع المنظمة، لما لها من مشاريع رائدة وانسانية في الشمال السوري، وتحظى بشعبية كبيرة بين الأهالي، إذ تقدم “شفق” خدماتها لآلاف الأشخاص النازحين والمهجرين في مختلف قطاعات العمل الإنساني، كـ “التعليم، والصحة، والأمن الغذائي، والحماية، ومشاريع المياه والإصحاح” وتقدم خدماتها لعدد كبير من المخيمات يومياً، إضافة إلى مسؤوليتها عن دعم مستشفى في “معرة مصرين”، ومراكز صحية عديدة، منها مركز غسل الكلى وتفتيت الحصى في إدلب.
يذكر أن قرار تقليص الدعم عن منظمة” شفق” يأتي مع اقتراب موعد تجديد الأمم المتحدة آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، وكان برنامج الأغذية العالمي قد أعرب في تموز الماضي، عن ضرورة تمديد المساعدات الإنسانية عبر الحدود لتفادي كارثة إنسانية، مشيراً أن حوالي 2.4 مليون شخص في شمال غرب سوريا، يعتمدون على المساعدات عبر الحدود، لتلبية احتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك الغذاء والأدوية والمأوى والإمدادات الحيوية الأخرى.
يجدر الإشارة إلى أن أعداد النازحين السوريين وفق أحدث إحصائية لفريق “منسقو الاستجابة” في الشمال السوري، بلغت نحو 2.1 مليون نازح، من أصل أكثر من 4 ملايين سوري يسكنون مناطق الشمال السوري، بالوقت الذي يبلغ عدد سكان المخيمات مليوناً و 43 ألف و869 نازحاً، يعيشون ضمن 1293 مخيماً، من بينها 282 مخيم عشوائي، أقيمت في أراض زراعية، ولا تحصل على أي دعم أو مساعدة إنسانية أممية.