أكد ابن محافظة درعا الأكاديمي “أحمد الحمادي”، أن أهالي “درعا البلد” وما حولها يعملون على قطع الأذرع القذرة التي زرعها النظام والتي تعيش بينهم وتغتال شبابهم، مشيراً إلى أن هذا الأمر هو أهم نقطة في مقارعة النظام خلال هذه المرحلة، حسب تعبيره.
كلام “الحمادي” جاء في تصريحات لمنصة SY24، أوضح فيها تفاصيل ما تعيشه المنطقة في هذه الفترة، بالتزامن مع المواجهات بين الفصائل المحلية من أبناء درعا وبين تنظيم “داعش” وخلاياه في المنطقة الجنوبية.
وقال “الحمادي” إن “الأمور متداخلة حيث فجّر الأوضاع في درعا البلد التفجير الذي وقع في مضافة الأبازيد، وهناك مطالب شعبية في درعا البلد لكشف حقيقة ما جرى في المضافة”.
وأضاف “بكل الأحوال الحقيقة مغيبة وغير معروفة و لا توجد مؤسسة قضائية وقانونية تكشف ما جرى، وهنا تلعب الحمية والعصبية دورها في عملية الضبط المجتمعي، و لكن إذا أردنا معرفة الفاعل علينا معرفة لمصلحة من تكون نتيجة الفعل”.
وأشار إلى أن “رأس درعا مطلوب منذ شهدت انطلاق الثورة وكانت مهدها، و عليها تحطمت كل محاولات النظام القاتل المجرم العسكرية والأمنية لإخماد شعلة الثورة فيها، و مازلت قلعة ثورية عصية عليه، لذا عمل على تجنيد بعض ضعاف النفوس وجندهم في مجموعاته الأمنية بالإضافة للعملاء و الجواسيس و المرتبطين به”.
وتابع أنه “بعد فشله في النيل من درعا البلد خاصة وحوران عامة، يسعى النظام لنشر الفتن والاقتتال الداخلي لعله يتمكن من إضعاف الجميع، مما يهيئ له المجال واسعا للإنقضاض عليهم والخلاص منهم جميعا بمن فيهم من خرجوا عن طاعته وسلطته يوما ما وجندهم بعد ٢٠١٨ في مجموعاته الأمنية”.
وقال أيضاً “لذا لا أستبعد كما غيري بأن يكون النظام القاتل المجرم هو من يقف وراء تفجير درعا البلد لإشعال فتنة داخلية تريق الكثير من الدماء وتضعف جميع من وقف ومازال يقف ضده، والخسارة من كيس (جيب) الجميع كما يقال في حوران وهو الرابح الوحيد، وهو يردد في قرارة نفسه قائلا: (فليقتتل أعداءه وليذهبوا إلى الجحيم ، فكل ما يجري في درعا البلد لمصلحة النظام القاتل المجرم، أما أهلنا فيها للأسف سيدفعوا مزيدا من فاتورة الدم كونهم رفعوا شعار الحرية والكرامة ومن أرضهم تفجرت الثورة السورية”.
وحول أطراف الصراع الدموي حالياً في المنطقة، أوضح “الحمادي” قائلاً، إن “الطرف الأول هم: مجموعة أبو عمر أبازيد ومن التف حولها على إثر ما جرى في مضافة الأبازيد، ومجموعة الكسم التابعة للأمن العسكري، ومجموعة عماد أبو زريق التابعة للأمن العسكري، واللواء الثامن الذي كان تابعا لروسيا وحاليا رواتبه ودعمه اللوجستي من الأمن العسكري”.
أمّا الطرف الثاني، حسب “الحمادي”، فهم من يطلق عليهم مجموعة الهفو وأبو طعجة، و التي توجه لهم من قبل البعض تهم تارة دواعش و تارة زعران و تاره حشاشين، وأذكر هنا بأنها كلها تهم، وهناك أعداد كبيرة من الثوار و الأحرار الذي لم يصالحوا و لم يجروا أي تسوية مع النظام وبقوا على خطهم الثوري ومقاتلة النظام، حسب تعبيره.
وقال “الحمادي” موضحاً أيضاً “أذكر لك بعضا مما يردده الطرف الأول دون ان أؤكده وهو بأن هناك 30 داعشي قدم من الشمال لدرعا وهو من فجر المضافة، لكنّ السؤال كيف قدموا وكافة الطرق تحت سيطرة النظام؟ وماذا سيعمل هؤلاء في المدينة وغالبية أهلها عركتهم الثورة والصراع المسلح طيلة هذه السنوات الماضية ؟، ولماذا لم يستهدفوهم هم بالذات مباشرة دون افتعال فتنة تفت عضد الثورة؟”.
ومضى قائلاً “نعم لقد اصطنع النظام أذرع قذرة له وهو الذي يخطط لهم ويحرك أحداث الفتنة بين أبناء حوران ودرعا، ويضع برنامجاً وجدولاً بأسماء الثوار والأحرار وحتى المتعاونيين معه، وقد احترقت أوراقهم لاغتيالهم والخلاص منهم، و هذه الأذرع يجب ملاحقتها والخلاص من شرورها، ولكن من خلال عدم خلط الحابل بالنابل، أي هناك مازال في حوران ثوار وأحرار وأبطال يقارعون النظام و لن يكفوا عن أعمالهم الثورية حتى القضاء على النظام وعصابته الحاكمة المجرمة”.
وهذا لا يعني بذريعة أذرع النظام وأدواته القذرة أن نؤلب الحاضنة الشعبية والثورية على الثوار والأحرار للإنقضاض عليهم والخلاص منهم، وجعل المحافظة ميدانا رحباً لميليشيا النظام لتفرض سيطرتها و قبضتها عليها بعد أن أصبحت سلطتها هشة وشكلية ولا وجود لها في المدن والبلدات إلا بالاسم فقط بينما هي حقيقة خارج سيطرتها الفعلية، حسب قول “الحمادي”.
وطالب “الحمادي” الأهالي في درعا البلد “بتحكيم العقل وعدم تأجيج الأوضاع، والسعي لكشف حقيقة ما جرى بالدليل القاطع ومحاسبة مرتكب الجريمة ومن خطط لها والقصاص منهم جراء ما اقترفته أيديهم، فكل ما يجري يصب في مصلحة النظام، وهو المسؤول عن كل ما جرى من خراب ودمار وقتل واعتقال، و هو الذي يسعى لتدمير و جرف طريق السد والمخيم بشكل نهائي كونه كان خط الدفاع الأول ورئة درعا البلد وأبطاله مشهود لهم ما قدموا و مازالوا يقدمون في سبيل انتصار الثورة”، كما طالبهم “بعدم الاستماع لمن يصب الزيت على النار نافخا بنيران الفتنة لتحرق الجميع”.
يشار إلى أن محافظة درعا تشهد تطورات متسارعة في الأيام الأخيرة، إثر ملاحقة فلول خلايا تنظيم داعش من قبل مجموعات محلية من أبناء المنطقة، أحدثت تغييرات ملحوظة في ملف المنطقة، حسب ما تناولته منصة SY24 في تقاريرها اليومية عن المحافظة.
ومؤخراً، وحذّرت مصادر مهتمة بتوثيق انتهاكات النظام السوري وأجهزته الأمنية، من مساعي النظام لزرع “الفتن والدسائس” في محافظة درعا جنوبي سوريا.
يذكر أن هذه محافظة درعا لم تشهد هدوءً منذ أيام التسوية مع النظام عام 2018 وحتى الآن، وتعيش حالة من الفلتان الأمني والتشبيح العلني والفوضى.