افتتحت “قوات سوريا الديمقراطية” معبرا جديدا مع مناطق سيطرة النظام السوري والميليشيات الموالية له في ريف ديرالزور الشرقي، على الرغم من رفض الأهالي لافتتاح المعبر، مؤكدين أنه “يمد النظام بكل ما يحتاجه من محروقات ومواد وسلع غذائية وتجارية ليزيد من معاناة المدنيين في مناطق سيطرته”.
افتتاح المعبر الذي يصل مدينة “الشحيل” الواقعة في مناطق سيطرة “قسد” بقرية “بقرص” الواقعة بمناطق سيطرة النظام، جاء عقب توتر أمني شهدته المنطقة بعد حصول القيادي في مجلس ديرالزور العسكري الملقب بـ “الضبع” على ترخيص من قيادة “قسد” لافتتاح المعبر، وبدء عملية تهريب المحروقات والمواد الغذائية والتجارية إلى الضفة المقابلة لنهر الفرات.
وقالت مصادر محلية، إن مجموعات مسلحة من أبناء مدينة “الشحيل” قاموا بقطع الطرقات المؤدية إلى السرير النهري وهددوا باستهداف أي شاحنة يتم تهريبها إلى مناطق النظام وإحراقها، مؤكدين أن عمليات التهريب لن تجلب إلى المنطقة سوى الدمار، مع رفض قيادة التحالف الدولي وجود مثل هذه المعابر غير الشرعية والتي تدار من قبل مهربين محليين كونها تعد “مصدر قلق لها”، وخاصةً بعد تعرض مواقعها في المنطقة لقصف متكرر من قبل الميليشيات الإيرانية.
وأكدت المصادر ذاتها، أن “قوات مجلس ديرالزور العسكري”، وطوال الأيام الماضية، شددت من إجراءاتها الأمنية في محيط مدينة الشحيل وداخل أحيائها، وقامت بتوقيف عدد من الأشخاص بعد توجيه تهم لهم بـ “الانتماء لتنظيم داعش واقتناء أسلحة غير مرخصة والعمل على زعزعة استقرار المنطقة”، في محاولة منها تبرير عملية الاعتقال وفتح الطريق أمام دخول الشاحنات المعدة للتهريب إلى مناطق النظام.
حيث بدأت عمليات التهريب بإدخال عدد من الشاحنات المحملة بالبضائع إلى معبر الشحيل النهري برفقة سيارات تابعة لـ “مجلس ديرالزور العسكري”، وقامت بنقلها إلى قرية بقرص على الضفة المقابلة لنهر الفرات، بعد فرض حظر غير معلن للتجوال وقطع الاتصالات وشبكة الانترنت في المنطقة، بغرض إيهام الأهالي بوجود عملية “إنزال جوي” للتحالف في المدينة لمنع أي شخص من الخروج من منزله واعتراض عملية التهريب.
“سليمان”، اسم مستعار لأحد أبناء مدينة الشحيل، اتهم القيادي في مجلس دير العسكري “الضبع” بالاتفاق مع ضباط في ميليشيا الفرقة الرابعة بجيش النظام للعمل في التهريب من معبر الشحيل – بقرص بعد ان اصبحت بقية المعابر النهرية عرضة لقصف التحالف الدولي، الذي يرفض عمل هذه المعابر “كونها تمد المنطقة بالممنوعات وتشكل خطراً على تواجد قواته”، على حد وصفه.
وقال في حديثه لمنصة SY24: “رفضنا وجود هذا المعبر في مدينتنا وهددنا كل من يعمل به بالاستهداف إلا أن قسد عمدت إلى اعتقال عدد من الشباب بعد توجيه تهمة العمل لصالح تنظيم داعش لهم، في محاولة منها الضغط على بقية الأهالي والسكوت عن عمليات التهريب التي تتم فيه وعدم اعتراض أي قافلة تجارية تدخل المدينة”.
وأضاف أن “جميع المعابر النهرية غير الشرعية الموجودة في المنطقة لا تجلب لها سوى الخراب والدمار كونها تفرغها من المواد الغذائية والمحروقات وتسبب ارتفاع ثمنها، ناهيك عن دخول المخدرات والمشروبات الكحولية وغيرها من المواد الضارة إلى منطقة ذات الطبيعة المحافظة، والتي أدت إلى وقوع العديد من جرائم القتل والسرقة نتيجة تعاطيها، وخاصة حبوب الكبتاغون التي تنتجها معامل الميليشيات الإيرانية”.
وفي سياق متصل، وصل وفد تابعة لحكومة النظام إلى بلدة الصالحية في ريف ديرالزور الشمالي بهدف لقاء مسؤولي “قوات سوريا الديمقراطية” برعاية روسية، لإعادة افتتاح معبر الصالحية البري مرة أخرى واستئناف عمليات إدخال المواد الغذائية والتجارية والأهالي عبره بشكل نظامي، بعد إغلاقه من قبل أبناء المنطقة بسبب رفضهم مرور الأرتال الروسية من مدنهم وبلداتهم.
ويتواجد في ريف ديرالزور الشرقي أربعة معابر نهرية غير شرعية يديرها مهربون مرتبطون بـ “قوات سوريا الديمقراطية” و”مجلس ديرالزور العسكري”، تتركز في قرى ذيبان والباغوز والجنينة بالإضافة إلى معابر الشحيل الجديد، فيما تسيطر ميليشيا الفرقة الرابعة على المعابر من جهة مناطق النظام، حيث يتم تهريب المحروقات والمواد الغذائية والتجارية والقمح وغيرها من المواد بين الجانبين، بالرغم من رفض التحالف الدولي لعمل هذه المعابر وقيامها باستهدافها بشكل متكرر.