تتواصل الأحداث المتلاحقة التي يشهدها مخيم “الهول” بريف الحسكة شرقي سوريا، بالتزامن مع المعاناة الإنسانية التي يعيشها قاطنوه.
وتفيد الأنباء الواردة من المخيم بعودة الاضطرابات الأمنية إليه مجدداً، حيث شنت قوات “قسد” حملة مداهمات في القسم الرابع من المخيم.
وتأتي تلك الحملة بالتزامن أيضاً مع إجراءات أمنية مشددة، إثر تداول معلومات عن محاولة هروب عدد من نساء التنظيم من قسم المهاجرات في المخيم.
كما شهد المخيم نشوب حريق في الفيز الخامس الخاص بالسوريين، واقتصرت الأضرار على الماديات فقط.
من جهة أخرى، حذّر مصدر خدمي تابع لـ “قسد” من الانعكاس السلبي لشحّ الدعم الإغاثي المقدَّم لمخيم الهول على الأوضاع الأمنية داخل المخيم، مناشداً المجتمعَ الدولي والأطرافَ الفاعلة بتوفير الدعم اللازم.
ونوّه إلى أن دعم المنظمات للوضع الإنساني في مخيم “الهول” غيرُ مستقر، مرجعاً الأمر إلى ضعف الإمداد الإغاثي تزامناً مع استمرار إغلاق المعابر الحدودية لا سيما معبر “اليعربية” مع العراق.
وأكد المصدر أنّ الوضع الأمني داخل المخيم بات مستقراً بعد حملة “الإنسانية والأمن”، إلا أن نقص الدعم يثير المخاوف من اضطراب أمني هناك، حسب تعبيره.
مصدر آخر في قوات “قسد” ذكر أن عدد النساء والأطفال الأجانب من تنظيم “داعش”، والذين استعادتهم دولهم من المخيمات في شمال شرق سوريا، بلغ رقماً قياسياً في عام 2022.
وأوضح المصدر، أن أكثر من عشرة آلاف سيدة وطفل أجنبي ما زالوا في مخيمي “الهول وروج”.
الجدير ذكره، أنه وقبل أيام حذّرت منظمة أطباء بلا حدود، من حياة “مأساوية” يعيشها أطفال مخيم “الهول”، جراء نقص الخدمات والرعاية الصحية وازدياد العنف في المخيم.
ولفتت المنظمة في تقريرٍ لها جاء تحت عنوان “بين نارين”، إلى معاناة سكان مخيم 64 في المائة من قاطنيه هم من الأطفال.
يشار إلى أن مخيم “الهول” يأوي أكثر من 50 ألف شخص، نحو نصفهم من العراقيين وبينهم 11 ألف أجنبي من نحو 60 دولة يقبعون في قسم خاص بهم، ولا يتمتع سكان المخيم بحرية الحركة وخصوصاً القاطنين في القسم الخاص بالأجانب.
ومؤخراً، أكد “مضر الأسعد” المتحدث باسم “مجلس القبائل والعشائر السورية”، اليوم الأربعاء، أن ضغوطاً يمارسها التحالف الدولي على قوات “قسد” لإخراج العائلات السورية من مخيم “الهول”.