حملة اعتقالات واسعة شنتها مخابرات النظام يوم أمس، طالت عدة بلدات وقرى بالقلمون الغربي في ريف دمشق، استهدفت العائدين من لبنان خلال هذه الفترة، بعد وصولهم مع قوافل اللاجئين السوريين الذين تم ترحيلهم من قبل السلطات اللبنانية مؤخراً، ضمن برنامج العودة الطوعية والآمنة.
وقال مراسلنا في القلمون، إن “دوريات تابعة لفرع الأمن العسكري، وأخرى تابعة للفرقة الرابعة، شنوا حملة دهم واعتقال، للبحث عن الأهالي العائدين من لبنان، واعتقلت عدة أشخاص منهم”.
وأشار أنه تم اعتقال شخصين من داخل بلدة “رأس العين” المجاورة لمدينة “يبرود” بعد مداهمة منزلهم، ولم يمض على قدومهم إلى البلدة إلا ثلاثة أيام فقط، رغم أن أحد الأشخاص المعتقلين قام بتسوية وضعه قبل العودة، عن طريق قريب له يعمل مع قوات النظام، وطمأنه الأخير أنه لن يتعرض للاعتقال، وتمت تسوية وضعه، حسب ما روجه النظام عبر إعلامه وأذرعه في المنطقة.
كما طالت حملة الاعتقالات شخص من أبناء بلدة “فليطة” أثناء مراجعته أحد الأفرع الأمنية التابعة النظام، بهدف تجهيز التسوية الأمنية الخاصة به، حيث تم اعتقاله عند مراجعته لمركز يتبع للفرقة الرابعة داخل البلدة، وتم نقله إلى فرع أمني في دمشق.
وكانت مخابرات النظام قد اعتقلت نهاية الشهر الماضي، عدداً من العائدين إلى مناطق القلمون الغربي، ضمن برنامج العودة الطوعية للاجئين من لبنان إلى سوريا، في حين علق المحامي اللبناني “محمد صبلوح” والمهتم بتوثيق الانتهاكات التي يتعرض لها السوريون في حديث خاص لمنصة SY24، أن “ما يجري هو عودة قسرية مبطنة وليست عودة طوعية، ولو كان جميع اللاجئين يشعرون بالأمن والأمان لكانوا توجهوا من تلقاء أنفسهم إلى ديارهم”.
يذكر أنه قبل أكثر من أسبوعين، أعادت السلطات اللبنانية مجموعة من اللاجئين السوريين إلى حضن النظام، في حين أكد مصدر حقوقي لمنصة SY24، رصده عدة حالات اعتقال للعائدين، منهم من كان صغيراً وبلغ سن الخدمة العسكرية وتم توقيفهم وسوقهم إلى شعب التجنيد لإرسالهم إلى القطعات العسكرية، وحوالي 25 حالة اعتقال لآخرين على خلفية الثورة ومازال مصيرهم مجهولاً، منهم من ريف دمشق ومنهم من ريف حمص.
وأعرب كثير من القاطنين في مناطق النظام عن رفضهم وبشكل علني عودة اللاجئين السوريين من لبنان إلى حضن النظام، لافتين إلى غياب أي مقوم من مقومات الحياة المعيشية والاقتصادية أصلاً في مناطق النظام.