ليلة مشتعلة شهدتها منطقة “حي الحمادين” في محافظة درعا، عقب استئناف الاشتباكات بين الفصائل المحلية من أبناء المنطقة، وبين خلايا تنظيم داعش المتحصنين بين المدنيين، حيث استمرت الاشتباكات العنيفة إلى ساعات متأخرة من ليلة أمس، حسب آخر المستجدات التي نقلها المراسل.
وأكد مراسلنا أن “قادة من التنظيم حاولوا الانسحاب والفرار من منطقة الاشتباك، خشية اعتقالهم أو قتلهم في آخر مراحل العملية العسكرية، إذ جرت عملية الانسحاب من محاور (الوادي الزيدي – العباسية) بعد تضييق الخناق عليهم بشكل كبير، ومحاصرتهم في القطاع الأخير” .
وأضاف مراسلنا حسب رصده للأحداث في المنطقة، انسحاب عناصر من تنظيم داعش خارج مناطق سيطرتهم بسبب إخلاء عدد من الجرحى الذين أصيبوا يوم أمس الأحد، على يد الفصائل المحلية من أبناء درعا.
فيما شهد يوم أمس، استمرار الاشتباكات بين الطرفين، ورافقه تقدم الفصائل المحلية في درعا، وإحكام السيطرة على عدة مواقع استراتيجية وهامة، كان يتحصن بها تنظيم داعش، والتي ضمت عدة كتل سكنية، منها طريق قيصر بالكامل الذي يعد عصب تنقل مقاتلي داعش في حي طريق السد.
وأشار مراسلنا إلى حجم الخسائر البشرية للتنظيم يوم الأحد، التي بلغت مقتل 4 أشخاص من العناصر، وإصابة 7 آخرين، والعثور خلال عملية التقدم على جثة الانتحاري الذي فجر نفسه قبل يومين، ويدعى ” أبو أحمد الإدلبي” وهو من عناصر المدعو “محمد المسالمة” الملقب “هفو”، وفي وقت سابق كان قد ادعى أنه “أبو حمزة سبينة” الانتحاري الأول الذي فجر نفسه في القائد الميداني “أبو عمر أبازيد”.
كما تم العثور على مستودعات للألغام كان يستخدمها التنظيم في تفخيخ المنازل الخاصة بالمدنيين، وعلى الطرق الرئيسية و الأبنية الاستراتيجية في المنطقة، ومن جملة نتائج حملة يوم أمس، أسر أحد عناصر تنظيم داعش الإرهابي، المدعو “إيهاب الكور” في حي طريق السد بدرعا.
بهذه الأحداث، يتقلص نفوذ تنظيم داعش بخسارته المناطق التي كان يتمركز فيها، إلى نحو 20٪ من المناطق التي كانت سابقاً تحت سيطرته، إذ جرى محاصرتهم جميعاً في قطاع واحد مجهز بمئات الألغام و العبوات الناسفة.
وفي سياق متصل، وصلت معلومات مؤكدة عن قادة عسكريين من الفصائل المحلية، تبين تجهيز عدة آليات مفخخة، مع عدد من الانتحاريين تابعين للتنظيم لإيقاف تقدم الفصائل المحلية، إذ استدعت هذه التطورات المتسارعة، إصدار وجهاء و أعيان درعا، بياناً أكدوا فيه دعم العملية العسكرية ضد عناصر التنظيم، وضرورة إنهاء وجودهم في المنطقة.
في حين ما تزال فلول تنظيم داعش، تقوم بمنع المدنيين ممن تبقوا في مناطق الاشتباكات، من الخروج منها، وتفخيخ منازلهم وقنص أي أحد يحاول الهروب، حيث جرى قنص الشاب “محمد حسين فارس الزنغري” برصاص قناص تابع للتنظيم، في حي “طريق السد” أثناء محاولته عبور أحد الطرقات.
وفي وقت سابق كان الصحفي ابن محافظة درعا “مؤيد أبازيد” قد أكد لمنصة SY24، أنه بالنسبة لـ “الخلية التي يجري اجتثاثها حاليا في حي طريق السد بدرعا البلد، فقد جاء هذا العمل بعدما باتت مكشوفة للأهالي، سواء من حيث الاغتيالات التي طالت عناصر سابقين في الجيش الحر الذين لم ينظموا لميليشيات النظام، أو من خلال أفعالهم سواء السرقة أو قطع الطرق وحتى فرض إتاوات”.
يذكّر أن منصة SY24 كشفت عام 2019 في تقرير لها، عن إطلاق سراح العشرات من عناصر وقادة “جيش خالد” الموالي لتنظيم داعش من سجون النظام السوري، عقب اعتقالهم في منطقة “حوض اليرموك” بدرعا عام 2018، ومؤخراً، وحذّرت مصادر مهتمة بتوثيق انتهاكات النظام السوري وأجهزته الأمنية، من مساعي النظام لزرع “الفتن والدسائس” في محافظة درعا جنوبي سوريا.