شهدت الحدود السورية العراقية دخول عدد من الشاحنات المغلقة المحملة بالبضائع والسلع التجارية القادمة من العراق، بعد أيام من توقف حركة العبور في المنطقة، نتيجة تعرض رتل تابع للميليشيات الإيرانية لهجوم من قبل طيران مسير، تسبب في تدميره بالكامل ومقتل وإصابة العشرات من عناصر الميليشيات التي كانت متواجدة لحمايته.
الميليشيات الإيرانية أدخلت الشاحنات من معبر البوكمال الرسمي، الذي تديره شكلياً مديرية الجمارك في حكومة النظام، خوفاً من تعرضها للقصف مجدداً في حال تم إدخالها من المعابر غير الشرعية التي تسيطر عليها، حيث اتجهت هذه الشاحنات إلى العاصمة دمشق عبر الطريق الدولي وبحماية من الميليشيات الإيرانية وطيران النظام المروحي، لضمان عدم تعرضها إلى هجمات من قبل مسلحي تنظيم داعش المنتشرين في البادية السورية.
مصادر خاصة تحدثت عن إجراء قيادة ميليشيا الحرس الثوري عدة تغييرات في هيكلية الحرس الخاص بالمعابر البرية النظامية وغير النظامية بين سوريا والعراق، عقب تكرار تعرض هذه المعابر للقصف من قبل طيران التحالف الدولي والطيران الإسرائيلي الذين أوقع عدداً كبيراً من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات، ناهيك عن الخسائر المادية الكبيرة التي منيت بها في السلاح والذخيرة والعربات العسكرية.
وقالت المصادر ذاتها، إن الإجراء الأخير شمل عناصر حراسة النقاط العسكرية المتواجدة في معبر السكك البري غير الشرعي والمنطقة المحيطة به، وأيضاً شملت عناصر الحواجز العسكرية المتواجدة على طول الطريق الواصل بين هذه المعابر سواءً من الجانب السوري أو من العراقي، إضافة إلى تبديل جميع سائقي الشاحنات الذين كانوا يعملون على نقل البضائع بين البلدين والمرتبطين بالميليشيات الإيرانية.
كما منعت الميليشيات عناصرها من استخدام الهواتف المحمولة الذكية والتي تحتوي على برامج تحديد مواقع عبر الأقمار الصناعية أو على كاميرات حديثة، خوفاً من قيامهم بتصوير عمليات إدخال الأسلحة والممنوعات عبر هذه المعابر أو تحديد النقاط التي يتم فيها إدخالها، بالإضافة إلى منع عناصرها من أخذ أي إجازة قبل يوم من إدخال الشاحنات وبعد يومين من ذلك، بهدف ضمان وصول ما تحمله من أسلحة وذخائر وممنوعات إلى وجهتها.
فيما أوضحت هذه المصادر، أن هذه التحركات جاءت بعد وجود شكوك عن قيام بعض العناصر بتسريب معلومات للتحالف الدولي حول تحركات الميليشيات الإيرانية في المنطقة، وعملية إدخال شاحنات الأسلحة والذخائر عبر المعابر البرية، وأيضاً شحنات المخدرات وحبوب الكبتاغون القادمة من معاملها المتواجدة في مدينتي حمص ودمشق، بغرض استهدافها قبل أن تشكل خطراً على أمن المنطقة وسلامتها.
وفي السياق ذاته، عاودت الميلشيات الإيرانية لاستخدام الحافلات المدنية في عملية نقل عناصرها وتغيير نوبات حراستهم في نقاطها المتقدمة في بادية مدينة البوكمال، بالإضافة إلى استخدام هذه الحافلات في نقل الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والذخائر إلى مستودعاتها المنتشرة على طول الخط الشرقي لريف ديرالزور، في محاولة منها التمويه على عمليات النقل وضمان عدم تعرض هذه الشحنات للقصف من قبل الطيران “مجهول الهوية”.
يذكر أن الطائرات المسيرة قامت يوم الثلاثاء الماضي، بمهاجمة رتل من الشاحنات المغلقة التابعة للميليشيات الإيرانية والمحملة بكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر بالقرب من الحدود السورية العراقية، ما تسبب بتدمير الرتل بشكل شبه كامل ومقتل وإصابة العشرات من عناصر الميليشيات، إضافة إلى الخسائر المادية التي تعرضت لها هذه المليشيات جراء هذا القصف الذي أجبرها على إيقاف عمليات التهريب لعدة أيام.