احتدمت الاشتباكات في الساعات القليلة الماضية من صباح اليوم الثلاثاء بحي طريق السد في درعا، بين اللواء الثامن والفصائل المحلية من أبناء المنطقة، وبين آخر الخلايا المتبقية من تنظيم داعش، وانتهت بسيطرة المجموعات المحلية على بناء المهندسين في الحي.
وقال مراسلنا إن سيطرة الفصائل المحلية على بناء المهندسين الذي يعد أهم المواقع التي كانت تتحصن بها خلايا داعش في درعا، تعد خطوة حاسمة في القضاء على فلول التنظيم، بعد معارك شرسة شهدتها المنطقة منذ عدة أسابيع.
وأكد المراسل أن “بناء المهندسين” هو آخر و أكبر كتلة استعصى بها عناصر التنظيم، إذ تظهر صور حصرية بعدسة SY24، البناء وقد تصاعدت منه أعمدة الدخان الكثيف نتيجة العمليات الأخيرة، بعد أن هربت منها آخر مجموعة وجاري البحث عنها و تمشيط المنطقة و نزع الألغام منها.
وأشار المراسل أن العملية انتهت لصالح المجموعات المحلية التي سيطرت على المبنى وطردت فلول التنظيم من جميع أماكن تحصنهم، في حين تستمر عمليات مطاردة ماتبقى من الخلايا وملاحقتهم للقضاء عليهم بشكل كامل.
وسبق ذلك اشتباكات عنيفة شهدتها منطقة “حي الحمادين” في محافظة درعا، يوم أمس عقب استئناف الاشتباكات بين الفصائل المحلية من أبناء المنطقة، وبين خلايا تنظيم داعش المتحصنين بين المدنيين، حيث استمرت الاشتباكات إلى ساعات متأخرة من ليلة أمس، حسب آخر المستجدات التي نقلها المراسل.
وأكد أن “قادة من التنظيم حاولوا الانسحاب والفرار من منطقة الاشتباك، خشية اعتقالهم أو قتلهم في آخر مراحل العملية العسكرية، إذ جرت عملية الانسحاب من محاور (الوادي الزيدي – العباسية) بعد تضييق الخناق عليهم بشكل كبير، ومحاصرتهم في القطاع الأخير.
وأشار مراسلنا إلى حجم الخسائر البشرية للتنظيم يوم الأحد، التي بلغت مقتل 4 أشخاص من العناصر، وإصابة 7 آخرين، والعثور خلال عملية التقدم على جثة الانتحاري الذي فجر نفسه قبل يومين، و يدعى ” أبو أحمد الإدلبي” وهو من عناصر المدعو “محمد المسالمة” الملقب “هفو”، وفي وقت سابق كان قد ادعى أنه “أبو حمزة سبينة” الانتحاري الأول الذي فجر نفسه في القائد الميداني “أبو عمر أبازيد”.
كما تم العثور على مستودعات للألغام كان يستخدمها التنظيم في تفخيخ المنازل الخاصة بالمدنيين، وعلى الطرق الرئيسية و الأبنية الاستراتيجية في المنطقة، ومن جملة نتائج حملة يوم أمس، أسر أحد عناصر تنظيم داعش الإرهابي، المدعو “إيهاب الكور” في حي طريق السد بدرعا.
بهذه الأحداث، يتقلص نفوذ تنظيم داعش بخسارته المناطق التي كان يتمركز فيها، بعدما جرى محاصرته في آخر معاقله ببناء المهندسين في حي طريق السد، وطردهم منها، والعمل على ملاحقتهم إلى حين القضاء عليهم بشكل كامل.