توفي الطفل “أحمد حاج إبراهيم” البالغ من العمر أربعة عشر عاماً، من بلدة “ندة” في ريف حلب الشمالي، بعد تعرضه لهجوم من أحد الكلاب الشاردة، أثناء لعبه مع رفاقه قبل شهر من اليوم، ولم تبدو عليه أعراض المرض، إلا خلال الأيام القليلة الماضية.
وفي تصريح خاص لمنصة SY24، من قبل أحد أقارب الطفل، أكد أن ذويه لم يستشعروا خطر عضة الكلب الذي هجم عليه بوقت مبكر، حيث عاش “أحمد” هذا الشهر بشكل طبيعي، إلى أن بدأت تظهر عليه بعض الأعراض مثل التهاب اللوزات الحاد، ثم لم يعد يتمكن من شرب الماء، إلى أن تم نقله إلى المشفى الوطني في مدينة أعزاز.
وأثناء خضوعه لمرحلة العلاج، أكد الطبيب المشرف على حالته، أن الطفل يعاني من أعراض عضة الكلب، التي ظهرت بوقت متأخر مما قلل فرصة نجاة الطفل.
وقال في حديثه إلينا، قال: إن “عضة الكلب المسعور أو مايسمى بمرض (رهاب الماء) تظهر أعراض الخوف من الماء والامتناع عن الشرب، بالإضافة للهيجان والخوف من كل شيء، كذلك التهاب وتشنج البلعوم، والمري في مرحلة متقدمة وخطيرة من المرض، وأكد أن سببه الرئيسي هو حمى راشحة فيروسية، تنتقل عن طريق لعاب الحيوانات أثناء عضهم لأي إنسان”.
تشكل ظاهرة الكلاب الشاردة المنتشرة في بعض الضواحي والأحياء الشعبية، خطراً كبيراً على الأهالي والأطفال، وسببت حالات موت عدة كحالة الطفل “أحمد” ما جعل المجلس المحلي في مدينة أعزاز وما حولها من القرى، يقوم بالإعلان عن حملة واسعة لتطهير المنطقة من الكلاب المسعور، ومعالجة الأمر قبل أن يكون هناك ضحايا آخرين، تنهي حياتهم بالموت.
كما تنتشر ظاهرة الكلاب الشاردة في جميع المحافظات السورية، حيث سجلت عدة حالات في محافظة دمشق وريفها، وطرطوس ودير الزور وغيرها من المدن وذلك بسبب تقاعس البلديات عن إيجاد حل جذري لمشكلة الكلاب والتي باتت تهدد الأهالي بشكل كبير.
وذكر مصدر خاص، أن تراكم القمامة والنفايات داخل الأحياء السكنية، بات أهم أسباب انتشار الكلاب الشاردة، مع تقاعس البلدية عن ترحيلها إلى المكبات الموجودة خارج المدينة بشكل دوري، وهو ما يجذب الكلاب إلى ما بين المنازل السكنية بشكل أكبر
وأضاف أن ظاهرة توحش الكلاب بهذا الشكل ناتجة عن وجود جثث متعفنة داخل الأبنية والمنازل المدمرة وخصوصاً في السنوات الماضية ، والتي زادت من نسبة خطورتها، وتكثر في مناطق سيطرة النظام، التي منع الأهالي من العودة إليها وأصبحت اوكاراً للحيوانات المفترسة التي تجد طريقاً لها على شكل قطعان من الكلاب الشاردة في ظلمة الليل بين الأحياء السكنية.