الأحوال الجوية تزيد من معاناة قاطني المخيمات شرقي سوريا

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

شهدت معظم المناطق في شمال شرقي سوريا خلال الـ 24 ساعة الماضية هطول كميات كبيرة من الأمطار مع تشكل عدد من السيول في المناطق المنخفضة نسبياً، ما أدى إلى تضرر المحاصيل الزراعية وبعض المنازل وتوقف الحركة في عدد من قرى وبلدات المنطقة، ناهيك عن تضرر جميع المخيمات العشوائية المنتشرة في المنطقة الممتدة من ريف الرقة الشرقي إلى ريف ديرالزور الغربي.

 

قاطنو المخيمات العشوائية أكدوا أن مياه الأمطار غمرت معظم الخيام وتسببت في تضرر الأثاث الذي بداخلها بشكل كامل، ما دفع العشرات من النازحين إلى ترك خيامهم والتوجه نحو المدارس والمؤسسات التي تديرها “الإدارة الذاتية” والانتظار فيها مع عائلاتهم ريثما تتوقف الأمطار.

 

وأكد مراسل منصة SY24 في ريف ديرالزور الغربي، أن النازحين المتواجدين في مخيمات ناحية “الكسرة” عانوا خلال الساعات الماضية نتيجة هطول الأمطار وغمرها لخيامهم، و ناشدوا المنظمات الدولية للإسراع في تقديم المساعدة لهم، خاصةً مع انخفاض درجات الحرارة وتخوفهم من انتشار الأوبئة بين الأطفال مع تشكل البحيرات وتكاثر البعوض الناقل للأمراض مثل الكوليرا والملاريا.

 

المراسل نقل عن النازحين قولهم: إن “الإدارة الذاتية” أوقفت جميع المساعدات التي كانت توزعها بشكل متقطع خلال الأشهر الماضية بسبب توقف عمل المنظمات الدولية الموجودة في المنطقة، وسحبها معظم موظفيها الأجانب إلى اقليم كردستان العراق مع ابقاءها على الموظفين المحليين، نتيجة تدهور الوضع الأمني شمال شرقي سوريا.

 

وبحسب مصادر محلية، فإن عدد المخيمات المتواجدة في مناطق شمال شرق سوريا يصل إلى أكثر من 80 مخيم، تشرف “الإدارة الذاتية” على 16 مخيم يقطنها 150 ألف نسمة، ويعد مخيمي الهول وروج من أكبر هذه المخيمات، بينما تبقى البقية دون أي إشراف أو تسجيل للنازحين فيها بشكل نظامي ما يحرمهم من فرصة الحصول على المساعدات والخدمات التي تقدمها المنظمات الدولية.

 

“مروان الحسين”، نازح من ريف حمص ويعيش في إحدى مخيمات ريف ديرالزور الغربي العشوائية، ذكر أن “الأوضاع في هذه المخيمات تشهد تدهوراً ملحوظاً كل عام مع تدني مستوى الخدمات المقدمة لهم وعدم قدرتهم على تحمل تكاليف المعيشة التي تزداد كل يوم  في ظل غلاء الأسعار، وامتناع المنظمات الدولية والمحلية عن توزيع أي مساعدات غذائية وعينية لهم”، على حد قوله.

 

وقال في حديثه لمراسل منصة SY24، إن “مياه الأمطار غمرت أجزاء واسعة من المخيم الذي نسكنه على الرغم من الإجراءات التي قمنا بها للحد من تضرر الخيام من الأحوال الجوية هذا العام، ولكن يبدو أن الوضع سيكون صعباً وسوف نعاني هذا الشتاء كما عانينا خلال السنوات الماضية”.

 

وأضاف أن “المنظمات الإنسانية الدولية قدمت لنا بعض المساعدات خلال الأشهر الماضية أثناء عدة زيارات قاموا بها إلى هذه المخيمات، ولكن قرار تعليق عملها في مناطق شمال شرق سوريا وسحب موظفيها الأجانب نتيجة الأوضاع الأمنية التي تشهدها المنطقة سيؤثر بشكل مباشر على أكثر من 200 ألف نسمة يعتمدون بشكل مباشر على هذه المساعدات”.

 

من جهته، أعلن مكتب شؤون النازحين واللاجئين التابع لـ “الإدارة الذاتية” بأنه سيستمر في تقديم المساعدات والمعونات للمخيمات التي يشرف عليها فقط، مع توفيره بعض الدعم لباقي المخيمات من ناحية المحروقات والخبز وبعض المساعدات الأخرى، في ظل توقف الخدمات الرئيسية فيها إن كان في قطاع التعليم والصحة والنظافة والصرف الصحي.

 

وتعيش جميع المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” شرقي سوريا من أوضاع اقتصادية سيئة، في ظل ارتفاع أسعار جميع البضائع الغذائية والتجارية وعدم قدرة الأهالي على شراء السلع الضرورية في ظل انعدام القدرة الشرائية لهم، نتيجة غياب فرص العمل الحقيقية وارتفاع معدلات البطالة خاصةً بين الشباب، ناهيك عن الأوضاع الأمنية السيئة التي تعاني منها المنطقة وازدياد وتيرة الهجمات المسلحة التي يشنها عناصر تنظيم داعش ضد “قسد” والمدنيين على حدٍ سواء.

مقالات ذات صلة