حذّرت مسؤولة أمريكية من أن الأزمة الإنسانية في سوريا، هي أخطر من أي وقت مضى بعد مرور 11 عاما على بدء الصراع فيها.
جاء ذلك على لسان السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، الممثلة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، في إحاطة لها أمام مجلس الأمن الدولي.، وصلت نسخة منها لمنصة SY24 عبر المكتب الإعلامي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية.
وقالت السفيرة الأمريكية ” لقد تفاقمت هذه الأزمة الإنسانية بسبب تصاعد أعمال العنف في مختلف أنحاء البلاد، وتفشي الكوليرا المتزايد وبداية فصل الشتاء”.
وأضافت “نحن نعلم أن المساعدات عبر الحدود وعبر الخطوط وجهود الإنعاش المبكر ضرورية لتلبية الاحتياجات الميدانية، ونرحب بالتقارير الواردة من مسؤولي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، والتي تفيد بأن المساعدات الإنسانية عبر الحدود تصل إلى أكثر الفئات ضعفاً، وقد ازدادت عمليات التسليم عبر الخطوط من حيث التواتر والنطاق.
وأشارت إلى أنه مع انتشار تفشي الكوليرا وبدء فصل الشتاء القارس، لم تكن الآلية عبر الحدود يوما بهذا القدر من الأهمية كما هي اليوم.
وأكدت أنه “سيتم إنقاذ الأرواح إذا اجتمعنا واتخذنا القرار الصائب”، من خلال ضمان استمرار تقديم المساعدات الإنسانية بشكل شفاف وفعال وغير سياسي إلى ملايين السوريين، الذين هم بأمس الحاجة إليها، لافتة إلى أن “هذا ليس قرار سياسي، بل هو مبني على الحاجات الميدانية”.
وتابعت بالقول “لقد سمعنا مرارا وتكرارا تصريحات خبراء داخل سوريا وخارجها عن أن هذه العملية عبر الحدود هي الفارق بين الحياة والموت، إذ يمثل استمرار هذه العملية واجبا أخلاقيا على غرار ما قاله الأمين العام أمام هذا المجلس الصيف الماضي”.
ونؤّهت إلى أنه “لا يمكن أن تلغي محاولات التركيز على مسائل لا تتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية وضوح الخيار الموضوع أمامنا، وينبغي أن يتحرك هذا المجلس في الأسابيع الستة المقبلة لمواصلة الآلية وفقا لقرار مجلس الأمن 2642”.
ومنتصف العام الجاري 2022، طالب مسؤول في الاتحاد الأوروبي، أعضاء مجلس الأمن وصُناع القرار بالملف السوري إبقاء معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا مفتوحاً في وجه المساعدات الأممية العابرة للحدود.
ونهاية أيار الماضي، أنذر فريق “منسقو استجابة سوريا” كافة الأطراف الدولية، من أن عدم اتخاذ قرار يقضي بتمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود للشمال السوري (من معبر باب الهوى)، سيتسبب بـ “مجاعة وانهيار اقتصادي”.
وطالب الفريق كافة المنظمات الإنسانية التجهيز لأي طارئ محتمل “والاستعداد بشكل كامل أمام الصعاب الجديدة التي ستفرض عليها خلال الفترة القادمة، والعمل بشكل جدي على إيجاد بدائل حقيقية لضمان استمرار المساعدات للمدنيين، كون أن مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة أثبتوا عدم الجدية والالتزام بالملف السوري”.
ومطلع العام الجاري 2022، أعلنت الأمم المتحدة عن تمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا، مدة 6 أشهر إضافية، في خطوة مفاجئة ومن دون الرجوع إلى مجلس الأمن من أجل التصويت على ذلك