أعلنت القيادة المركزية الأميركية، مقتل زعيم تنظيم “داعش” المدعو “أبو الحسن الهاشمي القرشي”، في عملية لـ “الجيش السوري الحر” في درعا.
وذكرت القيادة في بيان اطلعت منصة SY24 على نسخة منه، أن “زعيم التنظيم قُتل في منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وقام الجيش السوري الحرّ بهذه العملية في درعا جنوبي سوريا”.
وأكدت القيادة المركزية في بيانها، أن “التنظيم لا يزال يشكل تهديداً للمنطقة، ولا تزال القيادة المركزية وشركاؤها يركزون على الهزيمة الدائمة للتنظيم”.
وتعقيباً على ذلك قال الناشط السياسي “مصطفى النعيمي” لمنصة SY24، إن “اللافت في الأمر هو التوقيت، إضافة إلى إعلان إن الجيش السوري الحر من نفذ العملية، علماً بأن الجيش الحر في الجنوب السوري اليوم يتبع للواء الثامن الذي بدوره يتبع إلى الفيلق الخامس ويخضع للقيادة الروسية”.
وأضاف “عمليا نحن نتحدث اليوم عن فصيل محسوب على طرفين متضادين، كيف له أن ينفذ تلك العملية المهمة والحساسة جدا، ومن منحه الجهد الاستخباراتي لتنفيذ العملية؟، والإجابة عنها في الوقت الراهن شبه مستحيل نظرا لعدم إفصاح أي جهة من قبل فصائل الجيش الحر، مما يترك الباب مفتوحا لأي احتماليات ويزيد من تعقيد المشهد”.
وتابع “بالتالي نحن أمام تطور كبير ظل المتغيرات بالمنطقة الجنوبية من سوريا لما بعد تلك العملية، والتي تزامنت مع رفع وتيرة تهديدات الميليشيات التابعة لطهران للأردن، سواء كان من خلال التهديدات عبر شحنات المخدرات المرسلة ضمن شحنات الفواكه إضافة إلى التهريب بطرق مختلفة كان من أبرزها استخدام الطائرات المسيرة”.
وفي وقت سابق أمس الأربعاء، أعلن التنظيم في مقطع صوتي تم تداوله وعلى لسان المتحدث باسمه المدعو “أبو عمر المهاجر” عن مقتل “القرشي”، دون تحديد مكان وزمان مقتله، كما أعلن التنظيم كذلك تعيين “أبو الحسين الحسيني القرشي” زعيماً للتنظيم خلفاً للمقتول.
من هو “القرشي”؟
• كان من قيادات الصف الأول في تنظيم داعش، الذين بقوا على قيد الحياة.
•وكونه من “الأمراء العراقيين” فقد كان مقربا من زعيمه الأول، “أبو بكر البغدادي”، وكان يتمتع بنفوذ كبير حتى قبل توليه قيادة داعش
• أعلن التنظيم في 10 آذار/مارس الماضي، تنصيبه خلفا لـ”أبو إبراهيم القرشي”، بعد مقتل زعيم التنظيم بـ 40 يوما، في عملية أمنية أمريكية في الأراضي السورية، في 3 شباط/فبراير الماضي، عملا بوصيته بحسب رسالة من التنظيم.
• شغل المدعو “أبو الحسن القرشي” قبل توليه قيادة التنظيم، وديوان التعليم، بعدة مناصب بينها أمير ما يسمى بـ”ديوان القضاء والمظالم”، كما عمل مسؤولا عما يسمى بـ”إمارة المكتب المركزي لمتابعة الدواوين الشرعية”.
وحول ذلك قال “النعيمي” إنه “لا شك أن تلك العمليات ستحدث نوع من الإرباك داخل التنظيم في الأيام الأولى لكن ستؤدي إلى إنهائه، والإجابة حتما لا، فلا يمكن مواجهة الفكرة بالأسلحة وفقا للعقيدة القتالية التي يمتلكها قيادات الصف الأول وصولا إلى المقاتل البسيط، حيث أصبح التنظيم يستخدم استراتيجية العمل ضمن مجموعات بدلا من مسمى أي كمسمى تنظيم الدولة في تبنيه للعمليات العسكرية والمكان الجغرافي سواء المستهدفين منه لخصومهم أو المستهدفون به من قبل من يوصف باعدائهم”.
وزاد بالقول “لذلك لا أرى بأن العملية ستشهد تداعيات بحجم مقتل أبو بكر البغدادي نظرا لأنه لدى التنظيم اليوم القدرة على التكيف مع كافة المتغيرات والظروف الميدانية، بل وعلى العكس ربما العمليات تلك تزيد من إصرار التنظيم على الاستمرار قدما في تنفيذ بناء الكيان وفقا لإرادتهم”.
وختم بالقول “واليوم بات التنظيم يعمل ضمن تكتيك الذئاب المنفردة، مما يعيق كافة خصومه من تحقيق أية مكاسب، بل وعلى العكس فهو يمتلك قدرة أكبر من خلال تكتيكه في عدم مسك الأرض مما يصعب أي عمل عسكري في مواجهته”.
ومنتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أعلنت الفصائل المحلية بمدينة جاسم شمال غرب درعا في بيان لها، عن مقتل القيادي البارز في تنظيم داعش المعروف باسم “أبو عبد الرحمن” العراقي.
وأكد مراسلنا أن العملية تمت تحت إشراف مقاتلين محليين يطلقون على أنفسهم اسم ثوار المنطقة، مشيراً إلى أن النظام انسحب من المنطقة بالكامل أثناء العملية، إلا أنه زعم حسب وسائل إعلامه الرسمية أنه شارك في عملية قتل أفراد من تنظيم داعش، لاستغلال الحادثة لصالحه أمام الرأي المحلي والعام، في حين لم يكن له أي دور في الاشتباكات الأخيرة مع التنظيم.
يُذكر أن مدينة جاسم في الأيام الماضية شهدت اشتباكات عنيفة، بين مجموعات محلية وعناصر من تنظيم داعش أسفرت عن وقوع عدد من القتلى والجرحى من الطرفين حيث تم تنفيذ عمليات دهم وملاحقة، لخلايا تنظيم داعش، من قبل مجموعة من أبناء المدينة، إضافة إلى ملاحقة أشخاص ثبت تورطهم في تنفيذ عمليات خطف وتشليح على الطرقات في عدة مناطق الفترة الأخيرة.