شلل شبه تام يطال معظم المرافق الحيوية في العاصمة دمشق، بدءاً بالمواصلات العامة وخطوط النقل لخلو محطات الوقود من المحروقات، مروراً بمراكز الاتصالات التي خرجت عن الخدمة لصعوبة تأمين الوقود اللازم لعمل المولدات الكهربائية، وليس انتهاء بانقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه مستمر، ما ينذر بكارثة قادمة على مستوى المنطقة بسبب تتوالي الأزمات المعيشية على المواطنين.
وحسب ما رصدته منصة SY24، فإن ازدحاماً مرورياً خانقاً تشهده محطات الوقود في العاصمة وريفها وضواحيها، إذ أن هناك شح كبير في مادة البنزين وهي شبه مفقودة من معظم المحطات.
وفي ذات السياق، أصدر رئيس حكومة النظام قرار يقضي بتخفيض مخصصات السيارات الحكومية، وعدم منح أذونات السفر لأعضاء المجلس التي تتطلب صرف مخصصات من الوقود إلا للحاجة الضرورية، كما شمل القرار تخفيض الكميات المخصصة من البنزين والمازوت للسيارات السياحية العائدة للمجلس بنسبة 40% من الكمية الحالية، بهدف توفير كميات إضافية من الوقود.
وحسب مصادر محلية فقد وصل سعر 20 لتر من البنزين في السوق السوداء، إلى 200 ألف ليرة سورية، ما تسبب بإيقاف معظم المركبات والسرافيس وسيارات الأجرة عن العمل، دون وجود بوادر قريبة في إيجاد حل لإنهاء أزمة الوقود، والتي أثرت ايضاً على معظم المصانع المعتمدة على المولدات الكهربائية، نتيجة انعدام الوقود.
وطالت أزمة المحروقات بشكل مباشر، مراكز الاتصال في دمشق، حيث خرج عدد منها عن الخدمة بسبب عدم تأمين الوقود اللازم لعمل المولدات الكهربائية خلال فترة التقنين الكهربائي، حسب بيان أصدرته شركة الاتصالات، إذ خرج كثير من مقاسم الهاتف عن الخدمة، وانقطعت خدمة الاتصالات الأرضية، والإنترنت والخليوية نتيجة عدم تغذية المحطات بالطاقة الكهربائية.
وفي تقرير سابق لمنصة SY24، تناول ملف سوء الخدمات، وانقطاع التيار الكهربائي عن معظم المناطق لساعات طويلة قد تصل في كثير من الأحيان إلى أكثر من 15 ساعة تقريباً، وأثرت بشكل مباشر على باقي الخدمات التي تعتمد على الكهرباء كضخ مياه الشرب أيضاً.
على خلفية ذلك، نتيجة لشح الوقود في معظم مناطق سيطرة النظام، تداولت أخبار عن نيّة الحكومة إيقاف الدوام الرسمي للموظفين وطلاب المدارس لمدة أسبوع، باعتبارها عطلة رسمية إلى حين تأمين المشتقات النفطية من إيران.
إذ يعاني المواطنون في مناطق سيطرة النظام من ظروف معيشية واقتصادية وخدمية سيئة للغاية، نتيجة عدم توفر أبسط مقومات الحياة، وعدم قدرتهم على تأمين احتياجاتهم اليومية، من المياه والكهرباء ظ ومواد التدفئة، الوقود اللازم للمواصلات إضافة للغاز المنزلي تزامناً مع فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة.