قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، إن القصف التركي للمناطق التي تسيطر عليها قوات “قسد” الكردية في شمال شرق سوريا مستمر.
وأضاف كيربي أن تركيا تواصل شن غارات جوية، لكن لا دليل حتى الآن على عملية برية وشيكة عبر الحدود التركية- السورية.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن “تركيا لها الحق في الدفاع عن نفسها”، و”ندرك مخاوفهم الأمنية المشروعة للدفاع عن أنفسهم”، لكن عمليات القصف تنطوي على مخاطر جسيمة، بما فيها إصابة المدنيين أو عناصر القوات الأمريكية.
وأوضح كيربي أن “المستوى الاستراتيجي” للتعاون مع “قسد” ليس مهدداً، لكن القصف التركي يجعل القوات الكردية “أقل استعداداً لمواصلة المساهمة في مواجهة تنظيم (داعش)”، و”هذا مصدر قلق”.
وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أكد أمس أن العملية العسكرية التركية في شمال سوريا لا تشكل تهديداً لأحد، مشيراً إلى استعداد الجيش التركي لما يجب القيام به عندما يحين الزمان والمكان المناسبين.
ودعا أكار، واشنطن وموسكو إلى الوفاء بتعهداتهما، في إشارة إلى إبعاد “قسد” عن الحدود التركية 30 كيلومتراً، وقطع العلاقة بـ”الإرهابيين” ووقف دعمهم، مشدداً على أن أنقرة لن تسمح بإنشاء “الممر الإرهابي” في شمال سوريا.
والأسبوع الماضي، شنّ الجيش التركي سلسلة هجمات مستهدفاً “قوات سوريا الديموقراطية” (قسد)، وأعلنت أنقرة مقتل ما يزيد عن 22 مسلحاً في سوريا والعراق.
وبحسب عدة مصادر متقاطعة فإن الغارات الجوية التركية التي بدأها الجيش أسفرت عن مقتل وإصابة ما يزيد عن 125 مسلحاً من “قسد”، معظم الهجمات كانت عبر الطائرات الحربية والمدفعية التركية.
وتطالب أنقرة بانسحاب “قسد”، التي تشكل “وحدات حماية الشعب” الكردية ثقلها الرئيسي، بشكل كامل بعمق 30 كيلومتراً جنوب الحدود التركية، ووقف نشاطات حزب “العمال الكردستاني”، وإنهاء وجود عناصره على طول الشريط الحدودي، حتى توقف عملية “المخلب السيف” التي بدأتها قبل أسبوع.
وتعد هذه المطالب مضامين تفاهمات توصلت إليها أنقرة مع موسكو من جهة، ومع واشنطن من جهة أخرى، أواخر عام 2019 إبان عملية “نبع السلام” التركية ضد “قوات سورية الديمقراطية” في شرق نهر الفرات.