تعرض طفل يبلغ من العمر 12 عاما للدهس من قبل سيارة تابعة لإحدى الميليشيات المسلحة في مدينة ديرالزور بالقرب من مؤسسة المياه في حي القصور وسط المدينة، حيث تم نقله إلى مشفى “الأسد الحكومي” ليتبين بعد فحصه أنه تعرض لعدة كسور في القدمين واليد اليمنى، بالإضافة إلى إصابة خطيرة في منطقة الرأس استدعت وضعه تحت العناية المشددة لعدة ساعات.
شهود عيان أكدوا لمراسل منصة SY24 في مدينة ديرالزور، أن السيارة التي دهست الطفل كان يقودها قيادي في ميليشيا الدفاع الوطني، والذي توقف لعدة دقائق بالقرب من مكان الحادث رافضاً نقل الطفل بسيارته إلى المشفى، ومهدداً المتواجدين بضرورة عدم إبلاغ الشرطة عن الحادث قبل أن يغادر مسرعاً المكان، ليتولى الأهالي عملية إسعافه بإحدى السيارات التي كانت متواجدة في المكان.
المراسل ذكر أن شرطة المدينة، وعند فتح تحقيق رسمي بالحادث، قيدت الحادث ضد مجهول بالرغم من قيام عدد من أبناء الحي بإبلاغهم بنوع السيارة التي دهست الطفل ورقم لوحتها وباسم السائق، غير أنها رفضت تسجيل البلاغ باسمه بحجة عدم كفاية الأدلة وعدم تقديم أهل الطفل شكوى رسمية بحق القيادي في الميليشيا.
وتعتبر هذه الحادثة واحدة من حوادث السير الكثيرة التي تم تسجيلها من قبل أجهزة النظام الأمنية “ضد مجهول” على الرغم من معرفة الجاني، والذي يكون في أغلب الأحيان أحد منتسبي الميليشيات المحلية أو من مسؤولي النظام أو أحد أقاربهم، ما أدى إلى تضرر عدد كبير من المواطنين وإصابتهم بعاهات مستديمة دون تقديم أي تعويضات مالية أو عينية لهم.
“وفاء”، اسم مستعار لأحد شهود العيان على الحادث، ذكرت أن ” المكان الذي وقع فيه الحادث يقع قرب مقر ميليشيا الدفاع الوطني القديم وكان مناراً بشكل كامل طيلة فترة المساء، ولكن بعد مغادرة الميليشيا أصبح الشارع مظلماً وكثرت فيه حوادث السلب والنهب وأيضاً حوادث السير، على الرغم من تواجده في منطقة حساسة ومكتظة بالسكان”، على حد قولها.
وقالت السيدة في حديثها مع مراسل منصة SY24، إن “السائق كان تحت تأثير المشروبات الكحولية وربما المخدرات لأنه كان يهلوس ويصرخ بالجميع، حتى أنه سحب سلاحه وحاول إطلاق النار على الأهالي المتجمعين حول الطفل بعد طلبهم منه إسعافه إلى المستشفى، غير أن الشخص الذي كان بجانبه أخذ سلاحه وطلب منه المغادرة بسرعة بعد تهديد المتواجدين بضرورة عدم إبلاغ الشرطة عنهم”.
وأضافت أن “رفض عناصر ميليشيا الدفاع الوطني إسعاف الطفل ليس لأنهم يخافون العقاب بل لأنهم يعتقدون أن حياة المدنيين هي أرخص من أن يقوموا بإضاعة وقتهم في تقديم المساعدة لهم دون مقابل، بالإضافة إلى أن حالتهم العقلية والذهنية لا تسمح لهم بالتفكير بعواقب ما يفعلونه، وربما لهذا السبب تشجعهم قيادتهم على القيام بهذه التصرفات دون محاسبة، لكي يبقى الخوف حبيس صدور المواطنين”.
وخلال السنوات الماضية، تسبب قادة وعناصر ميليشيا الدفاع الوطني في مدينة ديرالزور بعدة حوادث سير راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين بينهم أطفال وكبار في السن، نتيجة السرعة الزائدة وتعاطيهم المخدرات والمشروبات الكحولية أثناء القيادة وعدم اقتدائهم بقواعد السير داخل المدن، بالإضافة إلى معرفتهم أن أجهزة النظام الأمنية لن تحاسبهم على جرائمهم.
فيما تعد منار الأسعد، زوجة قائد ميليشيا الدفاع الوطني فراس العراقية، من أبرز المتهمين بالتسبب بحوادث الدهس في مدينة ديرالزور، بعد توجيه الأهالي لها اتهامات بقتل طفل لم يتجاوز السابعة وإصابة والده بجروح خطيرة، وأيضاً قتل رجل ستيني كان يقود دراجته الهوائية في الشارع العام وسط حي الجورة، بالإضافة إلى ثلاث حوادث دهس أخرى وجميعها منفصلة، دون أن تقوم أجهزة النظام الأمنية بمحاسبتها، أو أن تقوم هي وزوجها بتعويض أهالي الضحايا أو حتى الاعتذار منهم.