هربت عائلات عراقية وسورية من مخيم “الهول” للنازحين شرقي سوريا، عقب عدة محاولات فاشلة قاموا بها خلال الأشهر الماضية، وذلك بسبب الأوضاع الأمنية والمعيشية السيئة التي يشهدها المخيم، خاصةً مع تزايد حدة العمليات المسلحة التي تنفذها خلايا تنظيم داعش داخل المخيم.
عملية الهروب تمت خلال ساعات الفجر الأولى من صباح أمس الاثنين، بعد اتفاق حصل بين هذه العائلات وعدد من المهربين لإخراجهم من المخيم، ونقلهم إلى مكان آمن تمهيداً لإبعادهم عن مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في شمال شرق سوريا، خوفاً من اعتقالهم وإعادتهم مرة أخرى إلى المخيم.
وقالت مصادر محلية، إن الهاربين استغلوا سوء الأحوال الجوية وتشكل الضباب خلال ساعات الصباح الأولى وتحركوا باتجاه السور الذي يفصل قطاعات المخيم عن محيطه الخارجي، ومن ثم توجهوا إلى فتحة تم إعدادها من قبل المهربين بالتعاون مع عدد من عناصر حراسة المخيم، لتتم عملية عبور هذه العائلات منها بشكل سريع وإكمال الطريق سيرا على الأقدام لأكثر من 2 كم قبل وصولهم إلى المهربين.
فيما خصصت عدة سيارات لنقل العائلات الهاربة من المخيم باتجاه قرى المنطقة تمهيداً لنقلهم خارج مناطق شمال شرق سوريا، بعد انتهاء عمليات التفتيش التي ستفرضها “قسد” حال معرفتها بعملية الهروب من مخيم الهول، استعداداً لنقلهم إلى مناطق سيطرة الجيش الوطني في الشمال السوري أو باتجاه مناطق سيطرة النظام بحسب طلب هذه العائلات.
وذكرت المصادر، أن عملية التهريب هذه كلفت كل عائلة عراقية أكثر من 10 آلاف دولار تم دفعها للمهربين على دفعات، بشرط إخراجهم من المخيم وإيصالهم إلى مناطق سيطرة الجيش الوطني في الشمال السوري، فيما كلفت هذه العملية العائلات المنحدرة من مناطق شمال شرق سوريا قرابة 3000 دولار لكل عائلة، وذلك لعدم وجود تكلفة لإخراجهم من المنطقة بعد إيصالهم إلى قراهم وبلداتهم.
وفي السياق ذاته، شهدت قرى وبلدات جنوبي الحسكة وريف ديرالزور الشمالي استنفاراً أمنياً لـ”قوات سوريا الديمقراطية” ومجلس ديرالزور العسكري إثر عملية هروب العائلات من مخيم الهول، حيث تم نصب عدد من الحواجز العسكرية على الطرقات الرئيسية والفرعية، بالإضافة إلى تشديد الحراسة على مداخل قرى وبلدات المنطقة مع تفتيش دقيق لجميع السيارات وطلب الهويات الشخصية للركاب بحثاً عن هذه العائلات.
عمليات تهريب العائلات من مخيم الهول نشطت خلال الأسابيع الماضية، خاصةً مع قيام إدارة المخيم بتخفيض عدد عناصر الحراسة داخله وتقليل الحواجز العسكرية الموجودة في محيطه إلى النصف، بسبب الأوضاع الأمنية التي تشهدها مناطق شمال شرق سوريا، على الرغم من التحذيرات التي أطلقتها “الإدارة الذاتية”، حول خطورة الموقف وإمكانية هروب عدد من عائلات عناصر تنظيم داعش من المخيمات التي تأويهم.
يشار إلى أن “قوات سوريا الديمقراطية”، حذرت على لسان عدد من قياداتها، من احتمالية استغلال تنظيم داعش الوضع الأمني المتردي الذي تشهده مناطق شمال شرق سوريا، وقيامه بشن عدة هجمات على السجون ومراكز الاحتجاز التي تضم الآلاف من عناصره المعتقلين لديها وإخراجهم منها على غرار ما حدث في سجن الصناعة بمدينة الحسكة، ما قد يهدد بعودة نشاط التنظيم بشكل أقوى وقيامه بتنفيذ عمليات مسلحة ضد “قسد”، وزعزعة استقرار المنطقة وارتكابه المزيد من الجرائم بحق المدنيين.