بعد أزمة حادة طالت المحروقات والوقود في دمشق، أصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام، اليوم الاثنين في الخامس من كانون الأول الجاري، قراراً ينص على رفع سعر مادتي البنزين والمازوت.
وحسب ما رصدته منصة SY24، أصبح سعر ليتر المازوت الصناعي والتجاري 5400 ليرة سورية لليتر الواحد، وسعر ليتر البنزين وصل لـ 4900 ليرة لليتر الواحد أيضاً، في حين كان سعر لتر غير المدعوم منه 4000 ليرة، و2500 ليرة للمدعوم، دون أن يوضح القرار الذي اطلعت المنصة على نسخة منه أن رفع الأسعار خاص بالبنزين المدعوم أو الحر أو كليهما.
مراسلنا في ريف دمشق، أكد أن مناطق الغوطة الشرقية وأحياء في العاصمة دمشق وريفها، تشهد أزمة وقود غير مسبوقة، بعد فقدان مادتي البنزين والمازوت من الأسواق وجميع محطات الوقود.
وفي التفاصيل التي رصدها المراسل، قال إن “الأهالي شعروا بوجود أزمة محروقات بعد تأخر وصول الرسائل للمدنيين، لاستلام مخصصاتهم، إذ أنه كان من المفترض أن تصل ثلاثة رسائل شهرياً، إلا أن الشهر الفائت لم تصل إلا رسالة واحدة وعدد كبير من المواطنين لم تصلهم أي رسائل”.
وأفاد مراسلنا، بأن “بلدات الغوطة الشرقية تشهد شلل في حركة المواصلات، والطرقات والساحات العامة، مع انعدام الحركة المرورية للسيارات والدراجات النارية بسبب فقدان المحروقات وارتفاع سعرها في السوق السوداء”.
إذ يباع اليوم سعر ليتر البنزين في بعض المناطق بأكثر من 18 ألف ليرة سورية، وبكميات قليلة جداً وبشكل سري وبعيد عن الأنظار.
كما أثرت أزمة المحروقات بشكل مباشر على قطاع الصناعة حيث توقف عدد كبير من المعامل والمصانع في الغوطة، وأغلقت أبوابها خلال الأيام الماضية، بسبب عدم توفر وقود لتشغيل المولدات الصناعية، وذلك لاعتمادها على المولدات الكهربائية في العمل، نتيجة قطع التيار الكهربائي لساعات طويلة خلال اليوم الواحد، وبشكل غير منتظم.
كذلك توقفت حركة السرافيس والمركبات عن العمل بسبب عدم توفر المازوت اللازم لتشغيلها، ما أثر على تنقل الأهالي إلى أعمالهم ذهاباً وإياباً، وخاصة طلاب المدارس والجامعات الذين يذهبون يومياً من الغوطة إلى العاصمة دمشق عبر السرافيس والباصات.
يقول الشاب “مصعب” أحد أبناء الغوطة في حديثه مع منصة SY24: إن “الوضع أصبح لا يحتمل فكل شيء في مناطق النظام بات غير موجود، وإن وجد فتحتاج الملايين لتلبيته”.
وأضاف أيضاً، أن المواطنين منذ عدة سنوات يعيشون أزمات متتالية بدأت بأزمة المياه أربع سنوات، وتلتها من أزمة الكهرباء، والخبز، وبعدها المواصلات وكل ذلك دون تحرك جاد من المسؤولين لتحسين الواقع الخدمي، إذ يعيش المواطن اليوم واحدة من أكبر الأزمات خلال الفترة الماضية”.
يذكر أن قرار رفع أسعار المحروقات جاء بعد نفي مصدر حكومي أي نية لرفع الأسعار، غير أن المواطنين اعتادوا على مثل هكذا قرارات تأتي ضد مصلحتهم، بل يزيد من معاناتهم اليومية، إذ تشهد مناطق سيطرة النظام غلاء معيشياً في جميع النواحي ليست فقط أزمة المحروقات، بل توالت الأزمات المعيشية الأخرى كانقطاع التيار الكهربائي، وشح المياه، وانقطاع ووقود التدفئة والمواد الأساسية الآخرة إضافة إلى أزمة المواصلات خانقة، جعلت المواطنين في دمشق وضواحيها يشبهون الحياة هناك “كأنها الجحيم” في ظل عجز واضح من المسؤولين عن تأمين أبسط مقومات العيش لهم.