في ظل أزمة الوقود الخانقة التي يعيشها المواطنين في مناطق سيطرة النظام، وصل عدد من الصهاريج المحملة بالمحروقات إلى ميليشيا “حزب الله” اللبناني في القلمون الغربي، انطلقت من العاصمة دمشق إلى مناطق تمركزهم هناك، بهدف تزويدهم بالوقود قبل انقطاعه عنهم، حسب ما أفاد به مراسلنا في المنطقة.
وفي التفاصيل التي نقلها المراسل، أكد أنه “وصل إلى الميلشيات حوالي أربعة صهاريج، ثلاثة منها محملة بمادة المازوت، وواحد بمادة البنزين، صباح يوم أمس، استلمتها إحدى القطع العسكرية التابعة للحزب، الواقعة عند أطراف بلدة رنكوس بالقلمون الغربي، في ريف دمشق”.
وأشار المراسل، إلى أن “مصدر الصهاريج من الفرقة الرابعة، وسيتم توزيعها على قياديي الحزب في المنطقة لتشغيل المولدات الصناعية، وتزويد سياراتهم ومركباتهم ودرجاتهم النارية بالبنزين للتنقل”.
وصول الصهاريج الأربعة تزامن مع أزمة محروقات حادة، لم تشهد مناطق سيطرة النظام مثيل لها من قبل، بعد فقدان المحروقات من محطات الوقود بشكل كامل في أنحاء العاصمة.
أثر ذلك حسب ما رصده المراسل، على رفع أسعار المحروقات في السوق السوداء للضعف، في مختلف مناطق القلمون الغربي، إذ يباع لتر البنزين بأسعار متفاوتة تتراوح بين 15 إلى 20 ألف ليرة سورية، وقابلة للزيادة، بسبب تحكم من يملك المحروقات بالأسعار.
يذكر أنه من المفترض أن يبدأ توزيع مخصصات المازوت للعوائل منذ أسابيع، لكن إلى اليوم لم تصلهم أي رسائل حول استلام مخصصاتهم، ولا سيما أن بلدات ومدن القلمون الغربي، تعد من أبرد المناطق شتاءً، إذ تنخفض درجات الحرارة فيها إلى ما دون الصفر، معظم الأوقات، وبالتالي تستهلك مواد في التدفئة أكثر من باقي المناطق، مع ذلك إلى اليوم لم يستطيع عدد كبير من الأهالي تأمين الوقود اللازم لذلك، إما بسبب الشح أو بسبب الغلاء.
وكانت منصة SY24 قد تناولت ملف انقطاع الوقود في العاصمة في تقارير خاصة من خلال شبكة مراسليها، حيث تبين أن معظم المناطق والأحياء تشهد حالة من الشلل العام في حركة المواصلات، والطرقات والساحات العامة، مع انعدام الحركة المرورية للسيارات والدراجات النارية بسبب فقدان المحروقات وارتفاع سعرها في السوق السوداء.
كما أثرت أزمة المحروقات بشكل مباشر على قطاع الصناعة حيث توقف عدد كبير من المعامل والمصانع في الغوطة، وأغلقت أبوابها خلال الأيام الماضية، بسبب عدم توفر وقود لتشغيل المولدات الصناعية، وذلك لاعتمادها على المولدات الكهربائية في العمل، نتيجة قطع التيار الكهربائي لساعات طويلة خلال اليوم الواحد، وبشكل غير منتظم.
كذلك توقفت حركة السرافيس والمركبات عن العمل بسبب عدم توفر المازوت اللازم لتشغيلها، ما أثر على تنقل الأهالي إلى أعمالهم ذهاباً وإياباً، وخاصة طلاب المدارس والجامعات الذين يذهبون يومياً عبر السرافيس والباصات.