قتل قيادي بميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، مساء يوم أمس الثلاثاء، جراء حادث سير عنيف، أودى بحياته قبل دخوله المقر العسكري، في منطقة “حجيرة” جنوب دمشق، حسب ما أفاد به مراسلنا في المنطقة.
وفي التفاصيل التي نقلها المراسل، قال إن القيادي المدعو “أبو رقية” من أبناء منطقة “السيدة زينب”، متطوع في ميليشيا “الحرس الثوري” منذ سبع سنوات، بعد أن اعتنق المذهب الشيعي، وخدم في صفوف الميليشيات الإيرانية بإخلاص، ما استدعى تكريمه منذ فترة داخل إيران، بدرجة امتياز لولائه لهم وخدماته معهم.
وأكد مراسلنا أن الحادثة حصلت في ظروف مفاجئة، بعد أن قدم القيادي بسيارته (دفع رباعي) من ريف دمشق باتجاه منطقة حجيرة، مكان تمركز مقره العسكري ومجموعته، وأثناء دخوله مسرعاً اصطدم بسيارة للفرقة الرابعة، داخلها عنصرين كانوا بحالة من السكر والثمالة.
وأضاف أن الحادث أدى إلى مصرع القيادي فوراً، وموت أحد العنصرين التابعين للفرقة الرابعة، وإصابة الآخر بجروح خطيرة، حيث تم نقل جثة العنصر وإسعاف المصاب إلى المشفى، في حين نقلت جثة القيادي إلى منطقة السيدة زينب، عقب استنفار كبير شهدته المنطقة.
وأضاف المراسل أن “ميليشيا الحرس نقلت السيارة برافعة كبيرة، وحملتها إلى مكان المركبات والتصليح الخاصة بسيارات وآليات الحرس الثوري بالسيدة زينب لإعادة صيانتها”.
ونوه مراسلنا، أن الحادثة تحصل للمرة الأولى منذ عامين، في جنوبي دمشق مكان تمركز الميليشيات الإيرانية، وهو أن يموت قيادي بحادث سير، ما أثار ريبة لدى الحرس الثوري، بأن تكون الحادثة مدبرة من قبل “الفرقة الرابعة”، وليست حادثة قضاء وقدر كما بدت، بل حسب الأنباء التي أشاعها الحرس، تبين أن الحادث مقصود ومدبر وهو عملية اغتيال بطريقة غير مباشرة للقيادي.
أسفرت تلك الحادثة عن استنفار “الحرس الثوري” داخل منطقتي “السيدة زينب” و”حجيرة”، وقام بنشر دوريات عسكرية له، وسيرها داخل المنطقة، كذلك استنفرت الفرقة الرابعة في منطقة “حجيرة” دون حدوث أي صدام أو اشتباك بينهما إلى حد الآن، مع بقاء التوتر قائم بين الطرفين.
من الجدير بالذكر أن الفجوة بين الميليشيات الإيرانية والفرقة الرابعة التابعة للنظام تتسع يوماً بعد يوم، وتكررت الخلافات بينهما في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، وكانت منصة SY24 قد رصدت ذلك بالتفصيل في تقارير سابقة، مبينة أن أحد أبرز أسباب الخلاف بينهما، هو الصراع حول النفوذ، وبسط السيطرة في المنطقة، إضافة إلى تقاسم الإتاوات والأموال المنهوبة من المدنيين على الحواجز العسكرية في معظم المناطق.