نشرت المعرفات الإعلامية التابعة لتنظيم داعش صوراً قالت إنها لمجموعات وعناصر التنظيم المتواجدين في شرقي سوريا وهم يعلنون البيعة لزعيمهم الجديد “أبو الحسين القرشي”، الذي تم تعيينه مؤخراً خلفاً للزعيم السابق “أبو الحسن القرشي”، الذي قتل في اشتباكات مسلحة دارت بين خلايا التنظيم وعناصر من الجيش السوري الحر في مدينة جاسم بمحافظة درعا جنوبي سوريا قبل شهر.
خلايا التنظيم المتواجدة في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” ومناطق سيطرة النظام السوري أكدوا استمرارهم في عملهم على تجميع قواتهم وتنظيم صفوفهم وتنفيذ عملياتهم العسكرية في المنطقة، بهدف إعادة بناء التنظيم والسيطرة مجدداً على مساحات شاسعة وضم أكبر عدد ممكن من المقاتلين إلى صفوفها.
حيث شنت خلايا تنظيم داعش هجوماً بالأسلحة الرشاشة وقذائف “الآر بي جي” على محطة المياه في قرية الزر بريف مدينة البصيرة شرقي سوريا، والتي تتخذها “قوات سوريا الديمقراطية” مقراً لها، ما تسبب بإصابة عدد من العناصر المتواجدين في الموقع بجروح، قبل أن تقوم “قسد” باستقدام تعزيزات عسكرية للمنطقة وإغلاق شوارعها بشكل كامل.
فيما هاجمت مجموعة أخرى للتنظيم حاجزاً عسكرياً لـ”قسد” وسط بلدة الحصان في ريف ديرالزور الغربي بالأسلحة الرشاشة، ما تسبب بإصابة ثلاثة عناصر بجروح قبل أن ينسحب المهاجمون إلى جهة مجهولة ، وسط استنفار كبير لعناصر “قسد” في البلدة وقيامهم بمصادرة عدد من الدراجات النارية وحرقها، بالتزامن مع هجوم ثالث في بلدة الحريجي في الريف الشمالي تسبب بإصابة أحد المدنيين بعدة طلقات في القدم تم نقله للمستشفى لتلقي العلاج.
عمليات تنظيم داعش المسلحة في مناطق “قسد” شرقي سوريا تزامنت مع تهديدات أطلقتها خلايا التنظيم للمدنيين، عبر تعليق لافتات ورقية وسط مدن وبلدات المنطقة طالبتهم فيها بضرورة الابتعاد عن مقرات وحواجز “قسد” العسكرية، وعدم التعاون معهم وسحب أبنائهم من صفوفها وإعلان التوبة لهم والامتثال لأوامر التنظيم، مهددة المخالفين بما وصفتها بـ”العقاب الشديد في الدنيا والآخرة”.
وفي سياق متصل، تعرضت عدة مواقع عسكرية ونقاط مراقبة متقدمة تابعة لقوات النظام والميليشيات الإيرانية والروسية الموالية لها في منطقة البادية السورية، لعدة هجمات مسلحة نفذتها خلايا تابعة لتنظيم داعش، تسبب بمقتل وإصابة عدد من هؤلاء العناصر بالإضافة إلى خسائر كبيرة في العتاد.
حيث تحدثت مصادر محلية عن تعرض رتل تابع لقوات النظام لكمين نفذه عناصر تنظيم داعش بالقرب من مدينة السخنة، عبر تفجير عدة عبوات ناسفة تم زرعها على جانبي الطريق قبل مهاجمة الرتل بالرشاشات الثقيلة والقذائف الصاروخية، ما تسبب بتدمير عدة آليات عسكرية ومقتل وإصابة عدد من عناصر النظام.
فيما شن عناصر تنظيم داعش هجومين منفصلين على مواقع النظام في بادية ديرالزور الغربية وبادية البوكمال مستغلين “سوء الأحوال الجوية وتشكل الضباب”، حيث استمرت الاشتباكات لأكثر من ساعة قتل فيها عدد من عناصر النظام والميليشيات الإيرانية الموالية لها، بالإضافة إلى خسارتهم عدداً من المواقع والنقاط العسكرية المتقدمة لصالح خلايا التنظيم، الذين انسحبوا من مكان الهجوم باتجاه مواقع تمركزهم في عمق البادية السورية عقب انتهاء الاشتباكات.
وتأتي هذه الهجمات بالتزامن مع حالة من الإنفلات الأمني في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” شمال شرق سوريا، وقيام الأخيرة بسحب عدد كبير من حواجزها العسكرية وتقليل عدد دورياتها داخل مدن وبلدات المنطقة، ما أعطى التنظيم دافعاً قوياً لزيادة نشاطه والظهور على العلن مهدداً باستمرار عملياته إلى أن “يتمكن من العودة لحكم المنطقة”،على حد تعبيره.
فيما يتوقع أن يزداد نشاط خلايا التنظيم في مناطق البادية السورية الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية والمحلية الموالية له خلال فترة الشتاء، وذلك عبر استغلال داعش لسوء الأحوال الجوية وتشكل الضباب وانعدام الرؤية، من أجل تمويه تحركاته وشن هجماته بشكل خاطف على مواقع هذه القوات مسبباً لها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.