الأمطار تنعش حركة البيع والشراء في سوق المواشي شرقي سوريا

Facebook
WhatsApp
Telegram

 خاص - SY24

” عانينا طوال السنوات الماضية من الجفاف وغلاء ثمن الأعلاف، ولكن هذه السنة ستكون مختلفة بإذن الله بعد هطول الأمطار بغزارة و تحول الأراضي القاحلة إلى مساحات خضراء”.

 

بهذه الكلمات وصف “أبو خالد”، وهو أحد سكان بلدة أبو خشب في ريف ديرالزور الشمالي، وصف شعوره بعد الهطولات المطرية الأخيرة التي شهدتها المنطقة، والتي ساهمت بشكل كبير في انتعاش حركة البيع والشراء في أسواق المواشي مع ارتفاع ملحوظ في أسعارها، في محاولة من مربيها تعويض خسائرهم المادية طوال السنوات الماضية.

 

حيث تسببت موجات الجفاف التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية بخسائر مادية كبيرة لمربي الماشية، بسبب انخفاض أسعارها ونفوق عدد كبير منها جراء الجوع ونقص العناية الطبية، وتناقص   مساحات الرعي وارتفاع أسعار الأعلاف المحلية وعدم قدرة المربين على إطعام ماشيتهم، ما دفع البعض منهم إلى الاستغناء عن نصف قطيعه بغرض إطعام النصف الآخر.

 

وفي حديثه لمراسل منصة SY24 في ريف ديرالزور قال أبو خالد:” في أيام الجفاف اضطررنا إلى حلول كانت قاسية بالنسبة لنا ولكنها حالت دون إفلاسنا، كان أبرزها بيع الماشية بأسعار رخيصة لإطعام بقية القطيع، فارتفاع أسعار الأعلاف كان له أثر كبير علينا على الرغم من المناشدات الحثيثة التي قمنا بها لدى الإدارة الذاتية للسماح لنا باستيراد الأعلاف من خارج المنطقة دون الحاجة لفرض أي رسوم عليها، ولكن تعنت الإدارة سبب لنا خسائر مادية كبيرة”.

 

وتابع:” قبل عدة أشهر كنا نبيع الخروف الواحد بأقل من 100 ألف ليرة وهناك أشخاص باعوا خرافهم ب30 و40 ألف ليرة بهدف شراء العلف لإطعام بقية القطيع، ولكن بعد الهطولات المطرية هذا العام ارتفعت الأسعار بنسبة تجاوزت الـ 40% ووصل سعر الخروف الذي كان يباع بـ 300 ألف ليرة إلى أكثر من 500 ألف ليرة”.

 

وبالتزامن مع حركة البيع والشراء في سوق المواشي شهدت أسعار الأعلاف ارتفاعاً كبيراً خلال الأسابيع الماضية، على الرغم من عدم إصدار “الإدارة الذاتية”، الجهة المدينة التي تدير مناطق شمال شرق سوريا، أي قرار بخصوص ذلك، غير أن التجار عمدوا إلى رفع أسعارهم بعد قيام المربين بشراء أعداد هائلة من الماشية وإضافتها إلى قطيعهم، “أملاً في أن تساهم الأمطار بزيادة المساحات الخضراء وبالتالي تخفف من حاجتهم إلى الأعلاف مستقبلاً”.

 

أسعار الأعلاف وصلت إلى أرقام خيالية في المنطقة، حيث بلغ سعر كيلو الشعير الواحد في السوق السوداء أكثر من 4200 ليرة سورية، فيما بلغ سعر النخالة حوالي 2000 ليرة، في الوقت الذي وصل فيه سعر كيلو التبن إلى 750 ليرة، وهي أسعار مرتفعة جداً بالنسبة لمربي الماشية الذي يحتاجون بشكل يومي إلى كميات كبيرة من هذه المواد وخاصة التبن لإطعام ماشيتهم.

 

ويشار إلى تعرض مربي الماشية في مناطق سيطرة “قسد” خلال السنوات الماضية إلى خسائر كبيرة نتيجة تناقص الهطولات المطرية، وارتفاع أسعار الأعلاف وتعرض عدد كبير من الماشية إلى التسمم جراء تلوث مياه نهر الفرات، وعدم وجود مراكز طبية خاصة بها في المنطقة مع ارتفاع واضح في أسعار الأدوية البيطرية، ما اضطر عدد كبير من المربين إلى الاستغناء عن قسم كبير من ماشيتهم لحين استقرار الأوضاع وعودة الهطولات المطرية إلى ماكنت عليه قبل سنوات.

 

مقالات ذات صلة