ميليشيا “حزب الله” اللبناني تفرض مع ميليشيا “الفرقة الرابعة” مبالغ مالية كبيرة على أهالي القلمون، مقابل التخلص من الألغام الأرضية ومخلفات الحرب الموجود في مناطقهم، منذ بداية شهر كانون الأول الحالي، حسب ما أفاد به مراسلنا في المنطقة.
وفي التفاصيل التي نقلها المراسل قال إن “سريّة هندسة تضم عناصر لبنانيين، وآخرين من الفرقة الرابعة، تقوم بتفكيك الالغام وكل مخلفات الحرب، لقاء مبلغ 75 ألف ليرة، في المنطقة المحيطة بمدينة قارة، القريبة من الأراضي الحدودية في ريف حمص”.
وأكد أن المبلغ يتم فرضه على أي شخص يريد إزالة الألغام أو مخلفات الحرب لحماية نفسه وأرضه الزراعية مقابل المبلغ المذكور.
مراسلنا التقى أحد أبناء مدينة قارة (ياسر) اسم مستعار لضرورة أمنية، قال إن “أرضه الزراعية والبالغ مساحتها أربعة آلاف متر مربع، لم يكن فيها أي نوع من الألغام أو مخلفات الحرب وهو يعمل بها منذ سنوات”.
وأكد أنه يعرف أرضه شبراً شبراً، ولكن منذ يومين تفاجئ حسب قول كتيبة الهندسة بأن أرضه تضم جسمين من مخلفات الحرب “المقذوفات”، ولغم أرضي واحد، وطلبوا منه مبلغ 125 ألف ليرة لقاء إزالتهم.
وذكر لمراسلنا أن عناصر الفرقة الرابعة، هم من قاموا بزرع الألغام والمخلفات الحربية في أرضه بهدف تحصيل مبالغ مالية منه، وخاصة أن الأرض تحيط بها مقرات ونقاط عسكرية لميليشيا النظام والحزب، وكذلك فعلوا مع عدد آخر من المزارعين.
ولم يستغرق عمل كتيبة الهندسة عند إزالة الألغام أكثر من 15 دقيقة، ما أكد أنهم على دراية بموقعها من قبل و بكيفية زراعتها وتفكيكها مسبقاً حسب ما أكده صاحب الأرض للمراسل.
تعد هذه العملية أحد خطط النظام والميليشيات الحليفة له، لسلب ونهب المواطنين في منطقة القلمون، وذلك لجمع مبالغ مالية من الأهالي بشكل غير مشروع وبطريقة مستفزة بحجة الخوف على حياتهم.
وعلى الجانب الآخر قامت دورية تابعة لفرع الأمن عسكري، مع دوريتين لميليشيا “حزب الله” اللبناني بمداهمة مزرعة تقع بين بلدتي ببيلا ويلدا، جنوب دمشق، حوالي الساعة الثامنة مساء ليلة أمس.
وقال المراسل، إن الهدف من المداهمة هو البحث عن ذهب وآثار مدفونة داخل المزرعة، زعموا أنها كانت تحت سيطرة الفصائل الثورية، ودفنت فيها الكنوز قبل مغادرة المنطقة وسيطرة قوات النظام عليها.
على خلفية ذلك، اقتحم العناصر المزرعة، ولم يكن أحد فيها، وأدخلوا آلات الحفر و(التركس)، وحفارات تعمل على الكهرباء، وبدؤوا بالحفر في أكثر من مكان داخلها، فيما تولى عدد آخر من العناصر إغلاق الطريق الرئيسي المؤدي إلى المزرعة.
واستمرت عملية البحث والحفر، حتى الساعة الحادية عشرة ليلاً، ثم توقفوا بعد فقدان الأمل بالعثور على أي شيء، وانسحب قسم منهم وبقي قسم آخر مكون من ثلاثة عناصر تابعين لفرع الأمن العسكري، وبقيت معدات الحفر، والتركس.
وأشار المراسل أن ميليشيا “الحزب” شاركت الأمن العسكري في عملية البحث بسبب وجود قيادي من الجنسية اللبنانية، يستطيع معرفة مكان الذهب المدفون والآثار، منذ كان في لبنان، وساعد “الحزب” في كثير من الأحيان على البحث بمناطق القلمون وريف دمشق.
ليست هذه المرة الأولى التي تقوم بها قوات النظام والميليشيات الحليفة لها، باقتحام أراضي ومنازل المدنيين والحفر داخلها، بل رصدت منصة SY24 في تقاريرها السابقة عدة حالات مشابهة، إذ شنت الميلشيات عدداً من حملات البحث والتنقيب عن الآثار المدفونة والكنوز والذهب في عدة مناطق من القلمون وريف دمشق، وذلك كله تحت رعاية النظام السوري الذي سلم المنطقة إلى الميليشيات وحولها إلى ساحة صراع.