أجمع عدد من القاطنين في الشمال السوري، على أن “البطالة” وقلة فرص العمل من أهم الأمور التي تساهم في زيادة الفقر والقهر والحرمان، حسب وصفهم.
وقال “فادي شباط” لمنصة SY24، إن “البطالة، وعدم وجود مشاريع انتاجية كالمصانع والمعامل، وتدني أجور العاملين، من أبرز هموم الحياة اليومية لسكان الشمال السوري”.
ومن الهموم الأخرى التي ترافق المدنيين في يومياتهم “بعد المسافات بين المخيمات والمدن، وارتفاع أجور المواصلات بشكل لا يحتمل، بالإضافة إلى فقدان الموارد الذاتية، ما يضع أكثر المهجرين لا سيما قاطني المخيمات عاجزين أمام إنشاء أي مشروع تجاري ولو بالحد الأدنى”.
ولفت إلى أن “محدودية المشاريع التشغيلية التي تقوم عليها المنظمات الإنسانية والتنموية”، يساهم بدوره في زيادة التحديات الاقتصادية والمعيشية.
وبالنسبة للمصاريف اليومية التي تحتاجها العائلة الواحدة في الشمال السوري، في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، أوضح “شباط” أن “أسرة مكونة من 3 أفراد بحاجة إلى 100 ليرة تركية يوميا بالحد الأدنى.
وكان فريق “منسقو الاستجابة” أفاد بأن الحد الأدنى لعائلة مؤلفة من 5 أفراد. 4500 ليرة تركية.
ولفت “شباط” إلى أن أكثر السكان مقتصرين بالوجبات اليومية، وتقتصر على وجبتين أو وجبة واحدة، وأكثر السكان كان أطفالهم يتناولون “دبس بندورة” على رغيف، بينما حاليا انتقلوا للبهارات بدل الدبس بندورة، وبات أكثر السكان يعتمدون على الإغاثة بالدرجة الأولى، وثانيا على مساعدات الأقارب في دول اللجوء.
ومطلع الشهر الجاري رصد فريق “منسقو الاستجابة” زيادة كبيرة في عجز القدرة الشرائية لدى المدنيين، وخاصة لتأمين مواد التدفئة، التي ارتفعت أسعارها بنسب تراوح بين 70% و100%، ما اضطر الكثير من المدنيين إلى تقليص الغذاء على حساب التدفئة.
وفي هذا الجانب، قال الناشط الإعلامي “أبو محمود الشمالي” لمنصة SY24، إن “صعوبة تأمين مواد التدفئة في ظل عدم توفر فرص عمل ودخل شهري، إضافة إلى الظروف الاقتصادية المتردية، من أبرز الهموم التي تتفاقم يوما بعد يوم”.
ولفت إلى أن “المصروف اليومي لكل شخص تقريبا 50 ليرة تركية، بمعنى أنه إذا كانت العائلة مكونة من 3 أشخاص تحتاج إلى 150 ليرة تركية، وإذا 5 أشخاص تحتاج إلى 250 ليرة تركية”، مبيناً أن “نسبة البطالة تشكل نسبة فوق 60٪ في الشمال السوري”.
يشار إلى أن أكثر من مليون ونصف مدني يقطنون في المخيمات أصبحوا عاجزين من تأمين أدنى احتياجاتهم اليومية، إضافة إلى انتهاء العمر الافتراضي لأكثر من 90% من مخيمات الشمال السوري.
بالمقابل، يفتح فصل الشتاء في كل عام، معاناة متجددة لمئات الآلاف من المدنيين في محافظة إدلب وريفها، ومناطق المخيمات التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.