قرى وبلدات عدة في الغوطة الشرقية تعاني من انعدام شديد في الخدمات العامة، ولاسيما إزالة الأوساخ من الأحياء والطرقات العامة، بعد أن فاضت بها الحاويات، دون أن تتدخل البلديات وترحيلها إلى مكبات خاصة بها، بعيدة عن المناطق السكنية ، حسب ما أفاد به مراسلنا في المنطقة.
وفي التفاصيل التي نقلها المراسل، قال: إن “قرى بيت سوى، وحوش نصري، وحوش الفارة، تشهد انعداماً كبيراً في قطاع الخدمات، منذ أكثر من ثلاثة سنوات، أبرزها انتشار القمامة والأوساخ في الطرقات العامة والفرعية وبين المنازل السكنية.
وأضاف أن “القرى والبلدات المذكورة، تعد من المناطق المنكوبة، منذ سيطرة قوات النظام على الغوطة باعتبارها أماكن نائية وبعيدة عن مراكز المدن الكبيرة، مثل مدينة دوما وعربين وكفربطنا”.
استمرار الوضع على هذا الحال، سبب أضراراً كبيرة على أهالي تلك المناطق، بسبب انتشار النفايات وتراكمها، وانتشار القوارض والحشرات المسببة للأمراض، والرائحة الكريهة، وظهرت عدة أنواع من الأمراض الفيروسية والمعدية، أصابت الأهالي ولا سيما الأطفال، خاصة منذ جائحة كورونا، ومازالت الظاهرة مستمرة حتى اليوم، مع انتشار مرض الكوليرا.
كل تلك الأوضاع المزرية، لم تشفع للأهالي الذين قدموا العديد من الشكاوى إلى مجلس محافظة ريف دمشق، لحل مشكلة القمامة، وتقديم الخدمات الضرورية والسريعة لتجاوز الكارثة، كما أنها لم تلقَ آذاناً صاغية لدى المسؤولين.
بل زاد الأمر سوءاً حسب ما أكده الأهالي لمراسلنا، فبعد قيام المحافظة بتغييرات في المجلس البلدي، قام عناصر المجلس بتجميع القمامة في عدد من المكبّات القريبة و الملاصقة لمنازل المدنيين، فأصبحت القمامة بكميات أكبر وضرر أشد.
ليس هذا فحسب، بل إن قلة المشافي والمراكز الصحية والطبية في تلك المناطق زادت من معاناة السكان، إذ يضطر الأهالي للذهاب إلى مشافي مدينة دوما، وهي أقرب منطقة إليهم، في ظل عجز واضح بالمواصلات بسبب شح وانقطاع المحروقات، ودفعهم تكاليف باهظة للذهاب إلى المشافي البعيدة لتلقي العلاج.
ليس أهالي تلك البلدات وحدهم من يعانون سوء الخدمات الأساسية، بل رصدت منصة SY24 في الفترة السابقة سوء الوضع الخدمي في كثير من مناطق من ريف دمشق والغوطة الشرقية التي تشهد إلى الآن تراكم الأوساخ والقاذورات أمام المنازل وبين الأحياء، وبات الأمر منتشر في معظم مناطق دمشق وريفها، بالوقت الذي يزداد انتشار الاوبئة وسط تحذيرات عالمية من ضرورة التصدي لها من خلال الالتزام بقواعد النظافة العامة والشخصية.
هذه المعاناة اليومية، مستمرة منذ سيطرة قوات النظام على الغوطة الشرقية، قبل أربع سنوات، وبقيت خدماتها سيئة جداً بسبب حقد النظام على الغوطة وانتقامه منها بتجاهل تخدميها على كافة المستويات سواء النظافة أو الطبية أو الصحية إضافة إلى صعوبة حصولهم على المواد الأولية الضرورية كالخبز والغاز والمحروقات.