هاجمت مجموعة يعتقد أنها تابعة لتنظيم داعش دورية عسكرية تابعة لميليشيا الدفاع الوطني كانت متجهة من مدينة البوكمال إلى بلدة الصالحية في ريفها، ما تسبب بمقتل أحد عناصر الدورية وإصابة بقية أفرادها بجروح خفيفة ومتوسطة، فيما استطاعت المجموعة المهاجمة الانسحاب من المكان دون معرفة حجم الإصابات في صفوفها.
الهجوم دفع قيادة ميليشيا الدفاع الوطني في مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية، إلى استنفار عناصرها بشكل كامل في المنطقة ونشر حواجز عسكرية على مداخل المدينة ومخارجها وتفتيش المارة بشكل دقيق بحثاً عن المهاجمين، في الوقت الذي فرضت فيه الميليشيا تشديداً أمنياً في محيط مقراتها وسط المدينة عند دوار الفيحاء، وأيضاً عند منطقة السرير النهري المحاذية لمناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” على الضفة المقابلة لنهر الفرات.
من دورها، استنفرت قيادة ميليشيا الحرس الثوري الإيراني جميع عناصرها المحليين في البوكمال وقامت بإغلاق المربع الأمني الخاص بها بشكل كامل أمام حركة الأهالي، كما منعت السيارات المدنية من الدخول إلى المدينة وطالبت السائقين الانتظار على حواجزها لعدة ساعات قبل السماح لهم بالمرور، الأمر الذي تسبب في ازدحام شديد أمام هذه الحواجز استمر حتى ساعات الصباح الأولى.
وذكرت صفحات محلية، أن هذا الهجوم هو الثاني من نوعه خلال أسبوع واحد، والذي يتم فيه استهداف دوريات الميليشيات المسلحة المنتشرة في المنطقة بالقرب من مركز مدينة البوكمال إحدى أهم معاقل الايرانيين شرقي سوريا، الأمر الذي أثار رعب عناصر ميليشيات طهران والدفاع الوطني على حدٍ سواء، دفع البعض منهم إلى ترك المنطقة والهرب باتجاه مناطق سيطرة “قسد”.
وقالت المصادر ذاتها، إن الخلافات بين ميليشيا الدفاع الوطني والميليشيات الإيرانية دفعت الأخيرة إلى عدم التحرك لمؤازرة دورية ميليشيا الدفاع أثناء تعرضها لهجوم مسلح، بالرغم من أن مكان الحادثة لا يبعد سوى عشرات الأمتار عن مكان تموضع حاجز ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، والتي عمدت إلى إطلاق النار بشكل عشوائي من مضاداتها الأرضية وأسلحة عناصرها الرشاشة، ما تسبب بمقتل مدنيين وإصابة آخرين بجروح تم نقلهم إلى مشافي مدينة البوكمال لتلقي العلاج.
فيما أشارت إلى قيام الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري وميليشيا الفرقة الرابعة في جيش النظام، بوضع حواجز عسكرية طيارة في المنطقة الفاصلة بين حواجز ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وحواجز ميليشيا الدفاع الوطني، خوفاً من اندلاع اشتباكات بين الطرفين على خلفية التوتر الأمني الذي تعيشه المنطقة.
كما طلبت الفرقة الرابعة من أحد حواجز ميليشيات الدفاع الوطني بالانسحاب من منطقة السرير النهري والعودة إلى مدينة البوكمال، كون هذه المنطقة تقع تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية لأنها تحتوي على معبر نهري غير شرعي يصل مناطق النظام بمناطق سيطرة “قسد” في بلدة الباغوز أقصى شرق سوريا، والمستخدم في تهريب المحروقات والمخدرات والبشر بين الجانبين.
ولا تزال مناطق سيطرة قوات النظام في مدينة ديرالزور والريف المحيط بها تشهد توترات أمنية كبيرة بين مختلف الميليشيات المسلحة المتواجدة فيها المحلية منها أو الإيرانية والروسية، وذلك ضمن الصراع الذي تشهده المنطقة بين هذه الميلشيات على النفوذ والسيطرة عل المعابر النهرية والبرية مع مناطق سيطرة “قوات سرايا الديمقراطية” على الضفة المقابلة لنهر الفرات، بهدف احتكار عمليات تهريب المحروقات والبضائع والسلع التجارية والغذائية، وأيضاً المخدرات والأسلحة بين الجانبين لتحقيق أكبر ربح مادي ممكن لقادة هذه الميليشيا.