ليلة ملتهبة عاشتها العاصمة دمشق وريفها، عقب استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي بعد منتصف الليل عدة مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام وميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني و “حزب الله” اللبناني، طالت عدة مناطق متفرقة منها.
مراسلنا في منطقة “السيدة زينب” جنوبي دمشق، قال :إن “عدة غارات جوية ضربت مواقع للميليشيات داخل منطقة السيدة زينب، فضلاً عن مناطق أخرى في ريف دمشق قرابة الساعة 12 والنصف من الليلة الماضية”.
وفي التفاصيل التي نقلها المراسل أكد أن “الغارة ضربت مستودعاً للأسلحة والذخيرة تابع لميليشيا الحرس الثوري الإيراني، يقع بين السيدة زينب، وحجيرة، في منطقة المزارع”.
وأشار أن المستودع يضم مخازن أسلحة وصواريخ وذخيرة، منها صواريخ باليستية مخزنة، وصواريخ ذكية تعمل على الليزر، وعدة أنواع من الصواريخ المطورة وغير العادية، إلا أن الصواريخ والأسلحة النوعية الثقيلة مخزنة تحت الأرض ومحصنة بشكل كبير، ما حال دون تفجيرها.
على خلفية القصف العنيف، سمعت أصوات الانفجار في أنحاء المنطقة، وأدت التفجيرات إلى تدمير جزء من المستودع، وسيارة عليها مضاد 23 ، إضافة إلى قتل عنصرين للميليشيات، وقيادي ميداني مسؤول عن حماية المستودع، وهو إيراني الجنسية، يلقب باسم (الحيدري)، كما أدى الاستهداف إلى إصابة خمسة عناصر آخرين بجروح خطيرة وأخرى عادية.
حيث قامت ميليشيا الحرس بنقل القتلى والجرحى إلى المشفى في “السيدة زينب”، مع أمر بإخلاء المستودع من جميع العناصر، والسيارات والآليات عقب الضربة فوراً مع بقاء عدد من عناصر الحراسة خارجاً.
كذلك طال القصف عدة مناطق قرب مطار دمشق الدولي، عند أطراف منطقة “نجها”، حسب ما وافانا به مراسلنا في دمشق، وأكد أن الطيران الإسرائيلي استهدف شاحنة أسلحة تابعة لميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، كانت في طريقها إلى إحدى المستودعات الخاصة بمنطقة “نجها”.
وأضاف مراسلنا أن “الغارة الجوية دمرت الشاحنة بالكامل، إثر احتراقها وتصاعد ألسنة اللهب منها، والتي شوهدت من مناطق بعيدة في دمشق والغوطة الشرقية، كما أدت إلى مقتل ثلاثة ممن كانوا داخل الشاحنة، وهم السائق واثنين من العناصر”.
وأشار المراسل، أن الشاحنة كانت في إحدى المستودعات الخاصة بالميليشيات عند أطراف قرية” الغسولة” الملاصقة للمطار، وانطلقت باتجاه منطقة “نجها” حيث تم استهدافها بعد تجاوزها بلدة “الغزلانية” بقرابة 3 كيلومتر،
على إثر ذلك أعطت ميليشيا “الحرس الثوري” تعليماتها بإيقاف عمل كافة الرادارات في منطقة المطار وما حولها خلال الغارات الجوية.
وأشار مصدر “خاص” لمراسلنا أن قبيل الغارات الجوية بساعتين، توجه عدد من القياديين البارزين في ميليشيا الحرس الثوري، العاملين بمنطقة المطار، وفي مناطق أخرى بريف دمشق، إلى إحدى الأفرع الأمنية التابعة للنظام داخل أحياء العاصمة دمشق، في إشارة إلى إمكانية معرفتهم بتوقيت القصف أو تنبؤهم بنيّة إسرائيل استهداف تلك المواقع في هذه الليلة بالذات.
ومنتصف حزيران/يونيو الماضي، تسببت الغارات الإسرائيلية بخروج مطار دمشق الدولي عن الخدمة، حيث أعلنت وزارة النقل في حكومة النظام السوري أن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف البنية التحتية لمطار دمشق تسبب بخروج المهابط عن الخدمة.
وعقب ذلك، رجّحت وكالة “رويترز” أن تصبح المطارات المدنية وغيرها من البنى التحتية في مناطق سيطرة النظام، هدفاً دائماً للغارات الإسرائيلية، وذلك في ظل اعتماد إيران على النقل الجوي لنقل معدات عسكرية إلى ميليشياتها التي تقاتل في سوريا، بسبب تعطل عمليات النقل البري.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصادر دبلوماسية واستخبارية إقليمية، قولها إن إسرائيل كثفت ضرباتها على المطارات السورية لتعطيل استخدام إيران المتزايد للخطوط الجوية كطريق إمداد بالسلاح إلى حلفائها في سوريا ولبنان، بما في ذلك “حزب الله”.