مديرية التربية والتعليم التابعة لحكومة النظام في العاصمة دمشق، تقوم بفصل عدد من المعلمين من السلك التعليمي في مدارس حي ركن الدين، وذلك بسبب تغيبهم المستمر عن محاضرات “حزب البعث”.
وأفاد مراسلنا في دمشق، بأن “المديرية أرسلت صباح اليوم برقيات إلى المدارس التي يعمل بها المدرسين، وفيها قرار إقالتهم من وظيفة التدريس في جميع المدارس العامة والخاصة على حد سواء”.
وأشار المراسل إلى أن البرقيات وصلت إلى مدراء المدراس داخل الحي، مع ذكر السبب، وهو أن “المفصولين تكررت غياباتهم عن المحاضرات الخاصة بأعضاء حزب البعث لأكثر من عشر مرات، ما استدعى فصلهم ومعاقبتهم بناء على قوانين حزب البعث”، والذي يعد الحزب القائد والمهيمن على جميع سلطات الدولة السورية.
وذكر أنه بلغ عدد المدرسين المفصولين 8 معلمين، غالبيتهم لديهم خدمة في السلك التعليمي ما يزيد عن 30 عاماً، ومع ذلك لم يشفع لهم العمل الطويل بعدم فصلهم بهذه الطريقة المهينة.
حيث يفرض حزب البعث على جميع العاملين في حكومة النظام بالشق التعليمي أو الخدمي قرارات صارمة، فضلاً عن ضرورة الخضوع لدورات حزبية دورية، وتقديمهم الولاء الكامل وحضورهم جميع المحاضرات والاجتماعات الخاصة بالحزب، دون التغيب عنها لأي سبب كان، وعادة ما تكون هذه الاجتماعات مرتين أو ثلاث مرات شهرياً.
في حديث خاص مع “نوال محمود” معلمة سابقة بريف دمشق، أكدت لنا أنها وباقي المعلمات كنّا ملزمات بحضور اجتماعات الحزب بشكل دوري، دون قبول أي عذر التغيب أو التأخر، بل إن ذلك قد يعرضهن للمسائلة حول انخفاض “شعورهن القومي وانتمائهن للحزب”.
وأضافت أن جميع الاجتماعات الدورية كانت تعقد خصيصاً لتجديد الولاء والطاعة لرأس النظام “بشار الأسد”، والحديث عن إنجازاته ومآثره، وكانوا يجمعون من المعلمين والمعلمات مبالغ مالية لشراء اللافتات الكبيرة وصور الرئيس لوضعها في قاعة الاجتماع، دون تجرؤ أحد منا على مخالفة ذلك أو التهرب من الدفع”.
يذكر أن النظام السوري دأب على ترسيخ مبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي في أذهان وعقول السوريين، بشكل إجباري بدءاً من المرحلة اللي الابتدائية بإلزامهم بالانضمام إلى طلائع البعث، ثم شبيبة البعث في مرحلة متقدمة، وصولاً إلى تدجين أجيال كاملة على مبدأ تقديس الحزب الحاكم وعدم الخروج عن طاعته.
