قامت مؤسسة “الخوذ البيضاء” أو “فريق الدفاع المدني السوري” العامل في الشمال السوري، يوم أمس بحل 13 مركز لها في عدة شمال غربي سوريا، على أن يجري العمل بالقرار مطلع الأول من كانون الثاني عام 2023 عقب اجتماع مجلس إدارة الفريق يوم 24 الشهر الجاري.
إذ عادة ما تتأثر المؤسسات العاملة في الشأن الإنساني، بالمتغيرات الطبيعية أو الظروف التي يفرضها السياق الداخلي والخارجي، وتكون إعادة الهيكلة ضرورة للتكيف مع الواقع، ولتحقيق كفاءة أكبر بإجراءات أقل وضمان استدامة الخدمات المقدمة.
مراسلة SY24 التقت “إسماعيل العبدالله” متطوع في الدفاع المدني السوري، للحديث عن أسباب القرار وتداعياته على الفريق والمجتمع بشكل عام، حيث قال إن “إعادة الهيكلة الجديدة، جاءت لتفادي أي تراجع أو انخفاض في العمليات الإنسانية التي تقوم بها المؤسسة، بما ينعكس بتقديم جودة أفضل من الخدمات وزيادة الفعالية، بما يتوافق مع الكتل المالية والمنح التي انخفضت قدرتها الشرائية بعد التضخم إثر جائحة كورونا والحرب الروسية على أوكرانيا وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء”.
وأضاف أن”مؤسسة الدفاع المدني السوري اتخذت القرار بعد دراسة إدارية معمقة، عن طريق إعادة انتشار وتوزيع المراكز في شمال غربي سوريا، وتعزيز الفعّالية بالجسم المؤسساتي، ورفع مستوى الخدمات المقدمة للسكان بما ينسجم أيضاً مع المنح المقدمة والمتغيرات الاقتصادية والسياسة، دون أن تتأثر الخدمات التي تقدمها المؤسسة، ودون الاستغناء عن أي كادر بشري”.
وعن آلية العمل قال “إسماعيل”: إنه “تم دمج الوحدات الإدارية الفرعية الستة، لتصبح ثلاث وحدات فرعية وكذلك تم حل 13مركزاً دون الاستغناء عن أحد المتطوعين، بل توزيعهم على المراكز 65 المعتمدة والمنتشرة بالمنطقة، بحيث تساعد هذه الهيكلة في ترشيد النفقات الإدارية، وبالتالي استمرار تمويل العمليات الخدمية والإنسانية الي تقوم بها المؤسسة، وضبط النفقات في الجانب الإداري وتحويلها إلى الجانب العملياتي”.
وأكد أن إعادة انتشار المراكز وتوزيع المتطوعين تتم وفق خطة تحقق الفعالية في تقديم الخدمات، وتراعي الكثافة السكانية ووجود المخيمات، وقدرة هذه المراكز على تغطية كامل المساحة التي تخدمها، والمراكز 65 التي تم اعتمادها هي مركز موزعة على كامل شمال غربي سوريا، ويراعي التوزيع الجغرافي القدرة في الوصول السريع والفعال للقرى والبلدات والمخيمات المخدمة.
وعليه فقد تم الاعتماد على آلية جديدة بعدم الاستغناء على أي متطوع رغم أن الأعداد كانت كبيرة، وتم إجراء إعادة انتشار المراكز والقطاعات لاستيعاب الطاقة البشرية كاملة.
وتهدف عملية إعادة الهيكلة الإدارية لرفع كفاءة الأداء وإزالة القيود التي تحد من جودة الخدمات والتي تعرقل الحركة الإدارية بين الأقسام، من خلال إحداث تغييرات فاعلة في الكوادر البشرية والأقسام، وفي كل ما يرتبط بها ويتفاعل معها من عوامل للوصول الأمثل في الإدارة وترشيد استخدام الموارد المتاحة والمحتملة، ورفع معدلات الكفاءة والفعالية في الأجهزة الإدارية والعملياتية.
من الجدير بالذكر، أن مؤسسة “الدفاع المدني السوري” هي منظمة مدنية تطوعية، تأسست عام 2013، تتألف من ثلاثة آلاف متطوع سوري مدني، وتهدف إلى إغاثة المتضررين جراء الحرب، كما تعد إحدى المؤسسات التي تأثرت بجملة من المتغيرات سواء على الساحة السورية المتمثلة بعمليات التهجير الكبرى التي حصلت من قبل نظام الأسد وروسيا بدءاً من تهجير حلب في عام 2016 مروراً بريف دمشق ودرعا وحمص عام 2018، وتهجير أرياف إدلب وحماة وحلب في عام 2019، والتي أدت إلى تضخم الكادر البشري في المؤسسة.