إهمال متعمد وفساد كبير يتغلغل داخل القطاع التعليمي الحكومي، في مدارس الغوطة الشرقية، ما سبب معاناة كبيرة لدى الطلاب والطالبات، ولاسيما أن مدراء المدارس المتعاونين مع الفرق الحزبية، يضغطون عليهم لجمع مبالغ مادية منهم، تحت مسميات مختلفة من الأنشطة، دون مراعاة لظروف أولياء الأمور المادية والأوضاع الاقتصادية المتردية بشكل عام.
مراسلنا في الغوطة الشرقية، رصد بعض الممارسات التسلطية التي تفرضها مدارس بلدة “النشابية”، والتي يعاني طلابها من قرارات الإدارة العشوائية والاستغلالية، إذ أكد أنه يتم إجبار الطلاب على دفع مبالغ مالية بين الحين والآخر دون وجه حق، كان آخرها في مدرسة البنات، حيث طُلب من الطالبات دفع مبلغ 3000 ليرة سورية لقاء ما يسمى “تعاون ونشاط”.
وأضاف أنهم قاموا بجمع مبالغ سابقة منهم إحداها بذريعة طباعة أوراق المذاكرات، ومرة أخرى بحجة جمع مبالغ مالية للتدفئة ولشراء ستائر للنوافذ، وهذه الأمور ليست مسؤولية الطلاب بل هي من واجبات الإدارة، غير أنها تزعم في كل مرة أن الدعم من قبل إدارة المدرسة مقطوع، وهم يقومون بجمع مبالغ بهدف تأمين حاجيات للغرف الصفية.
وأكدت عدة طالبات لمراسلنا، أن “إدارة المدرسة تقوم مؤخراً بجمع مبالغ مالية من كل طالبة، تتراوح بين 2000 و 3000 ليرة، بحجة تأمين مادة المازوت لتشغيل المدافئ في الغرف الصفية، وفي حال امتناع إحدى الطالبات عن الدفع، تتم معاقبتها وحرمانها من الحصة الدراسية، بل وتسخيرها لأعمال أخرى داخل المدرسة كنوع من العقوبة”.
لم تقتصر تلك الممارسات المهينة تجاه الطالبات فحسب، بل هناك بعض المعلمات يقمنّ بتوجيه الشتائم والألفاظ النابية للطالبات، في حال تأخرن بدفع المترتب عليهم، وذلك ينافي الأخلاق ومبادئ التربية والتعليم داخل المؤسسات التعليمية.
على خلفية ذلك، قدمت العديد من الطالبات عشرات الشكاوى، حسب قولهن، إلى هيئة الرقابة والتفتيش، للإطلاع على أمور الفساد والإهمال والاستغلال الذي تعيشه المدرسة، ووضع حد لهذه الأمور، لكن دون تجاوب مع أي طلب إلى اليوم.
يذكر أن الفساد يتغلغل في مفاصل حكومة النظام ولاسيما قطاع التعليم، حيث وصل لحد سرقة المازوت التدفئة من قبل الإداريين، وهو مخصص لتدفئة الأطفال والطلاب في المدارس أيام الشتاء الباردة، بالإضافة إلى الإهمال الخدمي والصحي وتهاوي المرافق الخدمية داخل المدارس، كأماكن مياه الشرب، والحمامات العامة، مع انعدام النظافة وانتشار الأوساخ، في ظل انتشار الأوبئة والأمراض المعدية.
كما تراجعت العملية التعليمية في سوريا خلال السنوات الماضية، وانتشر الغش والمحسوبيات، وتزوير الشهادات بشكل كبير، للوصول إلى المستوى الجامعي دون وجه حق، ما أثر على ترتيب الجامعات السورية عالمياً، وعدم واعتماد الدول شهادتها الجامعية أو الاعتراف بها، إضافة إلى تهجير الكفاءات التعليمية ذات الخبرة إلى خارج البلاد، ما أثر بشكل مباشر على واقع التعليم في سوريا.