أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” عن إطلاق عملية أمنية جديدة تحت اسم “صاعقة الجزيرة” في ريف مدينتي الحسكة والقامشلي شمال شرق سوريا، وذلك لملاحقة خلايا تنظيم داعش التي تنشط في المنطقة ولتجفيف مصادر تمويله المادية واللوجستية، بعد تكرار استهداف قواتها أكثر من مرة خلال الأسابيع الماضية.
عملية “صاعقة الجزيرة” بدأت بمشاركة قوى الأمن الداخلي “الأسايش” و”قسد” بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي، وتشمل المناطق الممتدة من الهول إلى تل حميس وصولاً إلى القامشلي في أقصى الشمال السوري، وذلك بهدف تأمين المخيمات التي تضم عائلات عناصر تنظيم داعش الأجانب وأيضاً السجون التي تحوي أفراد وقادة التنظيم، بالإضافة إلى حماية المقرات والمؤسسات الرسمية التابعة لـ “الإدارة الذاتية”.
مصادر محلية تحدثت عن تنفيذ “قسد” حملات أمنية عشوائية بحق أبناء قرى ريف الحسكة الجنوبي وقامت باعتقال العشرات منهم بتهمة الانتماء لتنظيم داعش أو التعاون معه وتقديم الدعم له، فيما قالت إنها صادرت كميات من الأسلحة والذخائر والصواريخ المحمولة على الكتف “RPG” وغيرها من الأسلحة الفردية، وسط ممارسات وصفها الأهالي بـ “الاستفزازية” من قبل عناصر “قسد”، وبالذات مع قيامهم بتحطيم الأثاث وسرقة بعض محتويات المنازل وخاصة الذهب والأموال.
المصادر ذاتها قالت، إن المنطقة لم تشهد سوى عدد قليل من العمليات المسلحة لتنظيم داعش ضد “قسد” وأن الغرض من هذه العملية هي “اعتقال جميع المشاركين في الاحتجاجات التي خرجت خلال الأسابيع الماضية ضد سياسات الادارة الذاتية في المنطقة بعد تردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي فيها”، وهو ما نفته “قوات سوريا الديمقراطية”.
العملية الأمنية الجديدة لـ “قسد” جاءت بعد أيام من قيام تنظيم داعش بمهاجمة مقر لقوى الأمن الداخلي “الأسايش” في حي الدرعية شمال مدينة الرقة، ما أسفر عن مقتل 6 عناصر من الأسايش وإصابة 10 آخرين في هجوم هو الأول من نوعه منذ سنوات، بالتزامن مع استمرار التنظيم بشن عملياته التقليدية ضد “قسد” والمتعاونين معها في جميع مدن وبلدات شمال شرق سوريا.
“طارق الخضر”، من أبناء محافظة الحسكة، ذكر أن “المنطقة التي أطلقت فيها قسد عمليتها العسكرية صاعقة الجزيرة لم تشهد أي عملية عسكرية لتنظيم داعش ضد قواتها، سوى بعض المحاولات الفاشلة لفرار عائلات أفراد داعش من مخيم الهول، ولهذا فإن إطلاق هذه العملية كان قراراً خاطئاً في الزمان والمكان، ولن تسفر سوى عن اعتقال المدنيين وتصوريهم على أنهم خلايا تابعة لتنظيم داعش”، على حد قوله.
وقال الشاب في حديثه لمنصة SY24، إنه “كان الأجدر بهم هو تنفيذ هذه العملية في ريف ديرالزور وريف الرقة أو على الاقل في منطقة البادية الممتدة بين أرياف المحافظات الثلاث، والتي تعد هي المكان الرئيسي لاختباء خلايا التنظيم، بينما ريف الحسكة وريف القامشلي لا يتواجد فيها خلايا لداعش على عكس الخلايا التابعة للنظام والميليشيات الإيرانية”.
وتعد عملية “صاعقة الجزيرة” واحدة من عشرات العمليات الأمنية التي أطلقتها “قوات سوريا الديمقراطية” بالتعاون مع قوات التحالف الدولي في مناطق شمال شرق سوريا، بهدف الحد من الهجمات المسلحة التي يشنها تنظيم داعش ضد قواتها وتجفيف مصادر تمويله ومصادرة الأسلحة والذخائر المستخدمة في هذه العمليات، غير أنها ما تزال غير فعالة في ظل استمرار تنظيم داعش باستغلال الوضع الأمني المتردي الذي تشهده المنطقة في تنفيذ عملياته المسلحة وزيادة نفوذه في المنطقة.