هاجم عناصر من تنظيم داعش مواقع ونقاط عسكرية لقوات النظام والميليشيات المساندة له في منطقة البادية السورية، مستغلين سوء الأحوال الجوية وانخفاض معدل الرؤية بسبب تشكل الضباب، ما أسفر عن مقتل عدد من الضباط والعناصر وإصابة آخرين بجروح.
الهجمات تركزت بشكل مباشر في محيط بلدة السخنة بريف حمص الشرقي، وأيضاً على طريق أثريا السلمية في ريف حماه الشرقي، وفي محيط جبل البشري وبادية الرصافة في ريف الرقة الجنوبي الغربي، واستهدفت هذه الهجمات مواقع لقوات الفرقة الـ17 في جيش النظام ونقاط عسكرية تابعة لميليشيا الحرس الثوري الإيراني وميليشيا فاطميون الأفغانية، وأيضاً عدة نقاط حراسة تديرها ميليشيا الدفاع الوطني بالتعاون مع ميليشيا الجيش الشعبي.
وقالت مصادر محلية، إن مجموعة تتبع لتنظيم داعش هاجمت رتلاً عسكرياً تابعاً لقوات النظام بالقرب من جبل البشري في ريف الرقة الغربي، وقامت بتفجير عبوة ناسفة زرعتها في وقت سابق تلاها هجوم بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، ما تسبب بتدمير إحدى الآليات العسكرية التابعة للنظام ومقتل وإصابة من كان فيها.
وأفادت المصادر ذاتها، بأن خلايا تنظيم داعش استغلوا تشكل الضباب في محيط بلدة السخنة بريف حمص الشرقي، هاجموا بالأسلحة الرشاشة إحدى النقاط العسكرية التي تديرها ميليشيات الحرس الثوري الإيراني بالتعاون مع ميليشيا حزب الله اللبنانية، ما أسفر عن وقوع عدة إصابات في صفوف الميليشيا قبل أن ينسحب عناصر التنظيم باتجاه البادية.
هجمات التنظيم الأخيرة جاءت بعد يوم واحد من مقتل 9 عمال ومهندسين تابعين لشركة النفط الحكومية، كانوا في طريقهم إلى عملهم في حقل التيم النفطي في محيط مدينة ديرالزور، والذي تسيطر عليه ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بالكامل، وتشير أصابع الاتهام إليها في الضلوع بهذه العملية وذلك بهدف “زرع الرعب لدى الأهالي وإجبارهم على ترك وظائفهم لصالح توظيف أشخاص محسوبون على الميليشيا”، وخاصةً أن داعش لم تعلن إلى الآن مسؤوليتها عن الهجوم.
وكان تنظيم داعش، وعبر المعرفات الإعلامية التابعة له، قد توعد كلاً من قوات النظام والميليشيات الإيرانية والروسية الموالية له، بما وصفه بـ “الشتاء الطويل الدامي في منطقة البادية السورية”، وذلك عقب إعلان عناصره البيعة لزعيم التنظيم الجديد “أبو الحسين القرشي الهاشمي”، والذي جاء خلفاً للزعيم السابق “أبو الحسن الهاشمي” والذي قتل في هجوم نفذه مسلحون يتبعون للمعارضة السورية في بلدة جاسم بريف درعا.
والجدير بالذكر أن معدل هجمات تنظيم داعش ضد قوات النظام والميليشيات الإيرانية والروسية الموالية له قد ارتفعت نسبتها بشكل كبير خلال عام 2022، وتسببت بسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى والمفقودين ناهيك عن الخسائر الكبيرة في العتاد العسكري والذخيرة لصالح خلايا التنظيم، التي استطاعت الاستفادة بشكل جيد من تضاريس البادية السورية الصعبة في الاستمرار بالاختباء طوال السنوات الماضية، وشن عمليات خاطفة ضد المواقع العسكرية التابعة للنظام مسببةً له خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.