جدّد ناشطون من أبناء السويداء، اليوم الإثنين، حراكهم الشعبي السلمي مع أول أيام العام الجاري 2023.
وتجمع المحتجون في ساحة السير (الكرامة)، للتعبير عن استمرار مطالبهم بالتغيير السياسي وتنفيذ القرار 2254، والتنديد بالأوضاع الاقتصادية والأمنية المتردية، إضافة إلى المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين من سجون النظام السوري.
ويعد هذا الاعتصام السلمي في ساحة الكرامة هو الرابع من نوعه في أقل من شهر، حيث يؤكد الناشطون أنهم مستمرون في هذا الحراك السلمي حتى يمتد إلى باقي المحافظات الخاضعة لسيطرة النظام.
وحول ذلك قال المحلل السياسي “فايز القنطار” لمنصة SY24، إن “ما يجري في السويداء هو في منتهى الأهمية بالنسبة لكفاح الشعب السوري في مواجهة الطغيان”.
وأضاف أن “السويداء بخصوصية ظروفها الموضوعية وجدت نفسها في مواجهة مباشرة مع نظام الأسد، الظروف الموضوعية التي فرضتها بعض الفصائل المحلية مثل رجال الكرامة وغيرها، وعدم تمكن النظام من مواجهتا، فرضت على النظام هامشاً من الحرية، وحملت أهداف الشعب السوري في التغيير السياسي والانتقال الديمقراطي”.
وتابع “يخطئ كثير من السوريين عندما يقولون إن هذه حركات مطلبية وللمطالبة بالخدمات، ولكن متى يمكن أن نفصل المطالبة بالخدمات وبتوفير سبل العيش الكريم عن الكرامة الإنسانية والحرية فهي مترابطة”، مشيرا إلى أنه في “الاحتجاجات الأخيرة كنا نلاحظ أن إسقاط النظام والدعس على صور رموز النظام ومطالب الانتقال السياسي، كان في مقدمة الشعارات التي حملتها الاحتجاجات في السويداء”.
ولفت إلى أن “هذه الاحتجاجات بدأت تأخذ بُعداً جديدا عندما أصبحت الدعوة منتظمة في كل يوم إثنين، وبالتالي هذا الأمر مهم جدا لأن كفاح الشعوب هو الاحتجاج السلمي والمطالب المحقة وإعلان أهداف الثورة السورية”.
وأكد أن لهذه الاحتجاجات “دور كبير في تعبيد طريق الحرية، وهي تتكامل مع الأساليب الثورية الأخرى التي يمكن أن تسقط النظام، ومن هنا تأخذ احتجاجات وحراك السويداء أهمية خاصة في هذه المرحلة”.
وقبل أيام، كان اللافت للانتباه العبارات التي كتبها ناشطون على الجدران في مدينة السويداء، والتي تعبر عن تضامنهم مع الأحداث في درعا، في حين كانت بعض العبارات تصف الأسد بأنه أحد أكبر تجار المخدرات.
ولاقت هذه العبارات ترحيباً واسعاً من قبل ناشطين داخل سوريا وخارجها، إذ قال بعضهم “أهل السويداء ينتفضون ويكتبون على جدران الحرية رسائل للديكتاتور الأسد، ورسائل أخوة وطنية لأهالي درعا”.
وتزامنت العبارات التي تم رصدها على الجدران في السويداء، مع الاعتصام والوقفة الاحتجاجية التي نظمها ناشطون في ساحة السير (الحرية) وسط المدينة، طالبوا فيه بالتغيير السياسي، وإطلاق سراح المعتقلين.