الأزمات تقطع أرزاق آلاف المواطنين في ديرالزور

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

“بعد عدة سنوات من العمل المضني اضطررت إلى إغلاق مصدر رزقي الوحيد، لكونه أصبح يشكل لي عبئاً مادياً ومعنوياً ولم يعد يقدم لي ما أحتاجه من أموال لكي أستمر في العمل”.

 

بهذه الكلمات وصف الشاب “أبو ابراهيم” حاله بعد أن دفعته الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تعاني منها مناطق سيطرة النظام وميليشيات إيران في ديرالزور، إلى إغلاق مطعمه الصغير الذي افتتحه سابقاً، وذلك عقب تأثره بهبوط سعر صرف الليرة السورية إلى ما يقارب الـ 7000 ليرة مقابل الدولار الواحد، وارتفاع أسعار جميع المواد الغذائية والتجارية.

 

الأوضاع الاقتصادية المتردية في المدينة وانقطاع التيار الكهربائي عنها بشكل شبه دائم مع عدم توفر المحروقات اللازمة لتشغيل المولدات وارتفاع ثمنها، دفع العديد من أصحاب المشاريع التجارية التي تعتمد على الطاقة والمشتقات النفطية في عملها إلى إغلاق مشاريعهم بشكل كامل، أو رفع أسعار منتجاتهم للضعف أملاً منهم في تغطية النفقات الجديدة وضمان عدم تعرضهم للخسارة المادية.

 

وقال “أبو إبراهيم” في حديثه مع منصة SY24: “افتتحت مطعم للفول والفلافل قبل ثلاثة سنوات تقريباً وعملت جاهداً للنهوض به وأصبح مصدر رزقي الوحيد، بعد خسارتي محلاتي التجارية بفعل القصف الذي نفذته قوات النظام على أحياء مدينة ديرالزور قبل سنوات”.

وأفاد أن “غلاء أسعار المواد الأساسية مثل الزيت والبرغل والعدس والفول وغيرها من هذه المواد دفعني في البداية إلى الاقتداء ببقية المطاعم ورفع الأسعار لدي، ولكن انعدام المشتقات النفطية دفعتني في أكثر من مناسبة لشراء الغاز والكاز والمازوت من أجل تشغيل المطعم بأضعاف السعر الذي تعودت أن اشتريها فيه، ما دفعني مجدداً لرفع الأسعار في المطعم حتى أصبحت تكلفة صحن الفول الواحد مرتفعة جداً ولا تناسب أبناء المنطقة الذي يعانون ظروفاً اقتصادية سيئة، لذلك قررت التوقف عن العمل حتى لا أتكبد المزيد من الخسائر المادية”.

 

وأشار إلى أنه “ليس الوحيد من تعرض للخسارة المادية بسبب غلاء أسعار المواد الأساسية وغياب المشتقات النفطية وانقطاع التيار الكهربائي عن المدينة، بل هناك العديد من أصحاب المشاريع التجارية الصغيرة والمطاعم والكافتيريات قد تعرضوا لخسائر مادية نتيجة عدم قدرتهم على توفير ما يحتاجونه من مواد أساسية بأسعار معقولة”.

 

وفي الوقت الذي يهدد شبح الإفلاس العديد من أصحاب المشاريع التجارية الصغيرة في مدينة ديرالزور، فإن بعض أصحاب المشاريع الكبيرة استطاعوا تحقيق أرباح مادية خيالية خلال السنوات الماضية، على الرغم من تعرضهم لنفس الظروف القاسية التي يعاني منها أصحاب المشاريع التجارية المفلسة، غير أنهم استطاعوا الاستفادة من هذه الظروف في تحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح خلال مدة وجيزة.

 

“ماهر”، اسم مستعار لأحد العاملين في مطعم تعود ملكيته لأحد المقربين من مسؤولي النظام في المدينة، ذكر أن “صاحب المطعم يستطيع توفير ما يحتاجه من محروقات ومشتقات نفطية في أي وقت كان، كما أنه استطاع الحصول على مولدات كهربائية ضخمة سرقتها قوات النظام من إحدى المحلات التجارية بعد سيطرتها على المدينة، ناهيك عن تمكنه من توفير المواد الأساسية التي يحتاجها مطعمه وبأرخص الأسعار”، على حد قوله.

 

ونقل مراسلنا في ديرالزور عن الشاب قوله: “بالتزامن مع إعلان المطاعم والكافتريات إفلاسها، فإن هذا المطعم يعمل بكامل طاقته وبأسعار تعتبر رخيصة جداً مقارنةً ببقية الأسعار في المطاعم الأخرى، وذلك لأن صاحبه مقرب جداً من النظام ومن ميليشياته المسلحة ويستطيع توفير ما يحتاجه من مواد أساسية مهربة ومشتقات نفطية وبأسعار رخيصة جداً”.

 

وأضاف أن “العديد من المشاريع التجارية التي تعتمد على المشتقات النفطية توقفت عن العمل لعدم قدرة أصحابها على توفيرها بأسعار تناسب أعمالهم، فيما ارتفعت أسعار المواد الأساسية الأخرى مثل الطحين واللحوم والدجاج وغيرها لعدة أضعاف، ما اضطر البعض لرفع الأسعار لكي تتناسب مع أسعار هذه المواد، فيما اضطر آخرون إلى الإغلاق تجنباً للمزيد من الخسائر”.

 

ويعاني 95% من أهالي ديرالزور شرقي سوريا، من ظروف معيشية واقتصادية صعبة في ظل انعدام فرص العمل الحقيقية، واعتماد معظم العائلات على الحوالات المالية القادمة من الخارج والتي لا تكفي لتوفير ثمن المواد الأساسية.

مقالات ذات صلة