ألقت قوات سوريا الديمقراطية وبالتنسيق مع التحالف الدولي، القبض على عدد من الأشخاص بتهمة تهريب عوائل داعش من داخل مخيم الهول في ريف محافظة الحسكة.
وفي التفاصيل، ألقت قوات قسد القبض على 11 شخصاً ومشتبهاً بهم في قضايا إجرامية مختلفة، بما فيها المتورطون في عمليات تهريب عائلات عناصر داعش في مخيم الهول وتوفير الدعم اللوجستي لهم.
وتحدث الناشط “أبو عبد الله الحسكاوي” لمنصة SY24 عن خفايا ما يجري في المخيم قائلاً: إن “من تم إلقاء القبض عليهم هم من عناصر حراسة المخيم، ومنهم من يعمل في قسم الخدمات داخل المخيم”.
وأضاف أن “عناصر خلايا داعش وعائلات التنظيم نجحوا في شراء عدد من عناصر الحراسة بالأموال، وذلك لتسهيل عمليات الفرار خارج المخيم”.
وتابع بالقول: إن “هذه الأمور تحصل بشكل يومي في المخيم، حتى من يعمل في مجال الطبابة والإغاثة وتأمين المياه، جميعهم ضالعون في عمليات تهريب عوائل داعش مقابل الحصول على الأموال”.
وأشار إلى أن “الكثير من عائلات أخرى من أبناء دير الزور وأرياف حلب يلجؤون لدفع الأموال لعناصر الحراسة أو غيرهم من الأشخاص التابعين لقسد، من أجل تسهيل خروجهم من المخيم باتجاه قراهم ومدنهم”.
ولفت إلى أن “حتى من يتم إلقاء القبض عليهم من الشباب أو النساء الفارين من المخيم، فإنه يتم زجهم في السجن لفترة قصيرة ومن ثم يتم إخراجهم أيضاً مقابل دفع الأموال”.
وقبل أيام، اعتقلت فسد أشخاصاً متهمين بتقديم الدعم اللوجستي لخلايا تنظيم داعش، في قرية سميحان غربي بريف تل براك وقرية عتة غربي البلدة بريف الحسكة.
من جهته، قال “مضر الأسعد” المنسق العام للمجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية في حديثه لمنصة SY24، إن “مخيم الهول يوجد فيه أكثر من 60 ألف قاطن من مختلف دول العالم وأكثرهم من سوريا، وأغلبهم من أبناء المنطقة الشرقية وريف حلب والبادية السورية وإدلب وريف حماة وريف حمص، تحول إلى بؤرة للإجرام والفساد وصناعة الإرهاب”.
وتابع أن “قسماً ممن يتواجد في المخيم هم من عائلات الدواعش من أوروبا ومن أفريقيا ومن آسيا وقسم منهم من سوريا”.
وذكر أن “الفوضى الموجودة في المخيم هي بسبب الإجراءات التعسفية من قبل حراس المخيم، الذين يقومون بسرقة المواد الإغاثية والإنسانية والمادية لأهالي المخيم، إضافة إلى احتجاز أكثر من 10 آلاف طفل عرضة لأن يكونوا إرهابيين في المستقبل لأنهم بدون تربية أو تعليم”.
وحمّل “الأسعد” المسؤولية للأمم المتحدة وللتحالف الدولي، مطالبا الأمم المتحدة بالإشراف على المخيم وإبعاد قوات قسد عن المخيم، وإطلاق سراح كل السوريين الموجودين بداخله “كونهم دخلوا المخيم بدون أي ذنب بل هربا من داعش والميليشيات، وقسم منهم أراد الذهاب إلى تركيا وتم إلقاء القبض عليهم وزجهم في المخيم الذي هو أشبه بسجن كبير وليس مخيماً لحماية الأهالي”.
وقبل أسبوع تقريبا، أعلنت قسد عن إطلاق عملية أمنية جديدة تحت اسم “صاعقة الجزيرة” في ريف مدينتي الحسكة والقامشلي شمال شرق سوريا، وذلك لملاحقة خلايا تنظيم داعش التي تنشط في المنطقة ولتجفيف مصادر تمويله المادية واللوجستية، بعد تكرار استهداف قواتها أكثر من مرة خلال الأسابيع الماضية.
ومؤخراً، وصفت منظمة أطباء بلا حدود في تقرير لها مخيم الهول، بأنه “أشبه بسجن جماعي”، محذرةً من حياة مأساوية يعيشها أطفال المخيم جراء نقص الخدمات والرعاية الصحية وازدياد العنف، حسب التقرير.
كما أعربت منظمة أنقذوا الأطفال، وحسب ما نشرت منصة SY24، عن مخاوفها على حياة 40 ألف طفل يعيشون في المخيم ويكافحون للحياة، وسط انتشار الأمراض، والوفيات الناجمة عن الحرائق، وسوء المياه والصرف الصحي، وسوء التغذية ، ونظام الرعاية الصحية السيء.